الليلة نهائي دوري أبطال أوروبا في لشبونة.. لقب سادس لبايرن أم أول لسان جيرمان؟

الثورة أون لاين- هراير جوانيان:

تسدل الستارة اليوم على الموسم الكروي في أوروبا لموسم 2019-2020 بإجراء المباراة النهائيّة للنسخة الـ 65 من دوري أبطال أوروبا (التشامبيونز ليغ) حيث سيكون ملعب (النور) في العاصمة البرتغالية لشبونة مسرحاً للمواجهة المنتظرة بين بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي انطلاقاً من الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت دمشق.

ويسعى الفريق البافاري لتذوّق طعم التتويج باللقب القارّي للمرة السادسة ومعادلة رقم ليفربول الإنكليزي وليصبح ثالث أكثر الأندية تتويجاً باللقب الأغلى على مستوى الأندية الأوروبيّة بعد ريال مدريد الإسباني (13) لقباً وآ.سي.ميلان الإيطالي صاحب الـ (7) ألقاب.
علماً أنّ بايرن مونيخ توّج باللقب أعوام 1974و 1975و 1976 و2001و 2013، أما باريس سان جيرمان فيطمح للقبه الأول بالتشامبيونز ليغ في أول مباراة نهائية سيخضوها في المسابقة ، علماً أنّ فريق العاصمة الفرنسية سبق وأن توّج بلقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1996، وفي حال تمكّن سان جيرمان من التتويج فسيصبح الفريق رقم (23) الذي يدخل سجّل الأندية الحائزة على أمجد الكؤوس الأوروبية وثاني فريق فرنسي يتوّج بعد مرسيليا عام 1993.

مواجهات منتظرة
============

وتحمل المباراة في طياتها العديد من المواجهات: بين البرازيلي نيمار دا سيلفا والبولندي روبرت لفياندوفسكي على لقب أفضل لاعب في العالم، الفرنسي كينغسلي كومان جناح بايرن في مواجهة الفريق الذي انطلق منه، كيليان مبابي في مواجهة بعض من زملائه في منتخب فرنسا الذين توجوا أبطالاً للعالم في مونديال روسيا 2018.
هذا إضافة إلى المواجهة الألمانية البحتة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين بقيادة المدرّبين هانزي فليك (بايرن ميونيخ) وتوماس توخيل، وكلاهما كال المديح للآخر قبل أيام من المواجهة المرتقبة.
وإذا كانت مقاطعة بافاريا لم تحتفل بتأهل فريقها إلى المباراة النهائية للمرة الحادية عشرة في تاريخه خلافاً لما حصل في العاصمة الفرنسية، فذلك لأنّ بايرن دأب على بلوغ مراحل متقدّمة من المسابقة القارّية الأهم.
فمنذ انطلاق دوري الأبطال عام 1955 (كانت تدعى حينها كأس أبطال الأندية)، خاض بايرن ميونيخ الذي تأسس عام 1900، 10 مباريات نهائيّة فاز في 5 منها.
ومن الفريق الذي فاز بلقبه الأخير عام 2013 ، لا يزال بايرن يحتفظ بأربعة لاعبين خلال الموسم الحالي وهم حارس المرمى مانويل نوير، توماس مولر، جيروم بواتنغ والإسباني خافي مارتينيز.
وفي غياب ريال مدريد والنجمين الكبيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الفائزين بتسعة من الألقاب الـ13 الأخيرة في هذه المسابقة، يبدو أن تواجد بايرن ميونيخ يعتبر صموداً في وجه العالم الجديد المتمثّل بقوى جديدة على المسرح القارّي التي يجسدها سان جيرمان.

فريقان على طرفي نقيض
===============

وتُعتبر المواجهة بين بايرن ميونيخ وسان جيرمان تجسيداً لرؤيتين مختلفتين من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية، ففي الوقت الذي لا يتردّد فريق العاصمة الفرنسية في إنفاق أموال طائلة للتعاقد مع أبرز نجوم اللعبة أمثال نيمار (220 مليون يورو من برشلونة) وكيليان مبابي (185 مليون يورو من موناكو)، فإنّ الفريق البافاري يحافظ على توازن مالي وهو انتظر حتى الموسم الماضي لكي ينفق قرابة 85 مليون يورو للتعاقد مع المدافع الفرنسي لوكا هرنانديز من أتلتيكو مدريد.
وإذا كانت الترشيحات تصب في مصلحة بايرن ميونيخ على حساب سان جيرمان، لا سيما بعد فوزه المدوي على برشلونة 8-2 في ربع النهائي، فإن الفريق البافاري أظهر بعض الخلل الدفاعي في مواجهة ليون من دون أن يتمكّن الفريق الفرنسي من استغلاله.
ويعتقد مراقبون بأنه في حال لم يبادر فليك مدرّب بايرن في تدارك الأمور في خطّ فريقه الخلفي، فقد يعاني كثيراً في مواجهة سرعة مبابي والتمريرات الدقيقة لنيمار.

كيف تأهّلا للنهائي؟
===========

قبل بلوغه المباراة النهائيّة خاض بايرن ميونيخ 10 مباريات فاز في جميعها وسجّل 42 هدفاً واستقبل 8 أهداف، ففي دور المجموعات تفوّق على النجم الأحمر بلغراد الصربي 3-0و 6-0 وعلى توتنهام هوتسبير الإنكليزي 7-2و 3-1 وعلى أولمبياكوس اليوناني 3-2و 2-0 .
وفي دور الـ 16 فاز على تشيلسي الإنكليزي 3-0و 4-1 وفي ربع النهائي هزم برشلونة الإسباني 8-2 وفي نصف النهائي غلب ليون الفرنسي 3-0.
وبدوره خاض باريس سان جيرمان 10 مباريات فاز في 8 منها وتعادل في واحدة وخسر مثلها وسجّل 25 هدفاً ودخل مرماه 5 أهداف فقط.
ففي دور المجموعات فاز على ريال مدريد الإسباني 3-0 وتعادلا 2-2، وتفوّق على غلطة سراي التركي 1-0و 5-0 وهزم كلوب بروج البلجيكي 5-0و 1-0.
وفي دور الـ 16 تبادل الفوز مع بروسيا دورتموند الألماني 1-2و 2-0 وهزم أتلانتا الإيطالي في ربع النهائي 2-1 قبل أن يكتسح لايبزيغ الالماني 3-0 في نصف النهائي.

الماضي يقلق البايرن

===========

رغم الفارق في تاريخ الفريقين بالمسابقة الأوروبيّة ، إلا أن باريس سان جيرمان يمتلك تفوّقاً ملحوظاً في سجل المواجهات المباشرة ومباراة اليوم ستحمل الرقم (9) بينهما في البطولة ويتفوق سان جيرمان بـ 5 انتصارات مقابل 3 للبايرن وهناك مباراة واحدة بينهما وهي الأخيرة ضمن كأس الأبطال الدولية قبل عامين وانتهت لمصلحة البايرن 3-1.
وفي دوري الأبطال كانت جميع المواجهات ضمن دور المجموعات ، ففي موسم 1994-1995 فاز سان جيرمان ذهاباً 2-0 وإياباً 1-0، وفي موسم 1997-1998 فاز بايرن ذهاباً 5-1 وسان جيرمان إياباً 3-1، وفي موسم 2000-2001 فاز سان جيرمان ذهاباً 1-0 وبايرن إياباً 2-0 ، وفي آخر مواجهتين موسم 2017-2018 فاز سان جيرمان ذهاباً 3-0 والبايرن إياباً 3-1.

أرقام قياسيّة تغازل بايرن ميونيخ
====================

يطمح بايرن ميونيخ لتحطيم العديد من الأرقام القياسيّة عندما يواجه سان جيرمان أوّلها تحطيم رقم برشلونة من حيث التهديف في نسخة واحدة من المسابقة، فالفريق البافاري سجّل إلى الآن 42 هدفاً.
وبفضل غزارته التهديفية، أصبح بايرن ميونيخ هو رابع فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا ينجح في الوصول إلى 40 هدفاً على الأقل في موسم واحد بالمسابقة، بجانب برشلونة في موسم (1999-2000)، ريال مدريد (2013-2014) وليفربول (2017-2018).
وتخطّى بايرن رقم ريال مدريد وليفربول واللذين كانا قد سجّلا 41 هدفاً، بينما يتبقى له معادلة رقم البارسا الذي تمكّن من تسجيل 45 هدفاً في موسم (1999-2000).
كما يبحث العملاق البافاري عن تحقيق رقم آخر، وهو فك شراكة عدد الانتصارات المتتالية في المسابقة مع ريال مدريد الإسباني.
وتمكّن بايرن ميونخ من تحقيق 10 انتصارات متتالية في دوري الأبطال فحقق 5 انتصارات في موسم (2012-2013) الذي انتهى بفوزه باللقب، بينما حقق 5 انتصارات في بداية موسم (2013-2014).
أما الريال فحقّق نفس الرقم بدأها بـ3 انتصارات في موسم (2013-2014) من نصف النهائي حتى النهائي وتوج باللقب في النهاية، وأكملهم في الموسم التالي (2014-2015)، بتحقيق 7 انتصارات قبل أن يسقط أمام شالكه في إياب دور الـ16.
وعاد بايرن ميونخ ليحقق 10 انتصارات متتالية مجدداً هذا الموسم، حيث لم يخسر في أي مباراة لعبها ليعيد تكرار رقمه القياسي، إلا أنه سيكون أمام فرصة للانفراد بالرقم حال حقق الفوز على سان جيرمان، حيث سيرفع عدد انتصاراته المتتالية إلى 11 فوزاً مقابل 10 لريال مدريد.
ومن ناحية أخرى، سيبحث البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم البايرن، عن تحقيق إنجاز شخصي، ألا وهو معادلة رقم كريستيانو رونالدو كأكثر اللاعبين تهديفاً بموسم واحد بالمسابقة.
وتمكّن ليفاندوفسكي من تسجيل 15 هدفاً حتى الآن، واستطاع أن يكسر رقم ليونيل ميسي نجم برشلونة، الذي كان قد سجل 14 هدفاً كأكثر سجل تهديفي له بالمسابقة، ليتفوق البولندي عليه.
وأمام ليفا فرصة معادلة كريستيانو، حيث سيكون مطالباً بتسجيل هدفين فقط أمام باريس للوصول إلى 17 هدفاً وهو الرقم القياسي لرونالدو الذي تمكّن من تحقيقه في موسم (2013-2014) بقميص ريال مدريد.