الثورة :
أجرى وفد وزارة الداخلية زيارة رسمية إلى جمهورية باكستان الإسلامية، استمرت عدة أيام، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والشرطية، وتوسيع نطاق التنسيق المشترك بين البلدين في المرحلة الجديدة التي أعقبت سقوط نظام الأسد.
وقالت وزارة الداخلية إن الوفد السوري ترأسه معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية، زياد العايش، وضم عدداً من كبار مسؤولي جهاز الاستخبارات العامة، حيث عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين أمنيين باكستانيين، تناولت تطوير سبل التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأوضحت الوزارة أن الزيارة تمثل خطوة متقدمة نحو بناء شراكة استراتيجية فعالة بين دمشق وإسلام آباد، تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن المشترك في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.
وتضمنت الزيارة جولة في مقر الوكالة الوطنية للتحقيق (NIA) في باكستان، حيث اطّلع الوفد السوري على آليات العمل المتقدمة المعتمدة في التصدي للتهديدات الأمنية، وبحث الجانبان إمكانية إنشاء قنوات اتصال دائمة لتبادل المعلومات والخبرات الفنية والميدانية.
ويُشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها بعد الإطاحة بالنظام البائد في الثامن من كانون الأول الماضي، وتأتي ضمن سياق الدعم السياسي الذي أبدته باكستان للمرحلة الانتقالية في سوريا، إذ سبق لرئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف أن هنأ الرئيس السوري أحمد الشرع على توليه منصبه، مؤكداً رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة من التعاون في شتى المجالات.
وكانت الحكومة الباكستانية قد رحبت في وقت سابق بقرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا في أيار الماضي، واعتبرته خطوة ضرورية لدفع عجلة التعافي الاقتصادي، كما أدانت بشدة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مناطق في درعا والسويداء ودمشق، ووصفتها بانتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وأكدت إسلام آباد تضامنها الكامل مع الشعب السوري، داعية المجتمع الدولي إلى احترام اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، والعمل على وقف جميع الاعتداءات التي تهدد استقرار سوريا والمنطقة برمتها.