الثورة – جهاد اصطيف
افتتح مستوصف تلحديا الصحي بعد الانتهاء من أعمال ترميمه التي تمت بالكامل بجهود شعبية ومساهمات من أهالي البلدة المغتربين والمقيمين على حد سواء، في مشهد حمل الكثير من الأمل لأهالي بلدة تلحديا الواقعة في ريف منطقة سمعان .
حضر الافتتاح كل من نائب منطقة سمعان محمد العلي، والدكتورة كندة سيرجية، المسؤولة الطبية في المنطقة، إلى جانب رئيس بلدية تلحديا صالح حج حسين، وعدد من الكوادر الصحية والمتطوعين المحليين الذين ساهموا في إعادة هذا المرفق الحيوي إلى الخدمة بعد سنوات من التوقف.
من ركام الحرب إلى مركز حياة
لم يكن مستوصف تلحديا مجرد بناء متهالك بحاجة إلى ترميم، بل كان، كما يصفه السكان، “شاهداً صامتاً” على سنوات من الغياب الطبي والخدماتي، وخاصة خلال سنوات الحرب التي أضعفت البنى التحتية في البلدة.. وأكدوا أن المستوصف كان مغلقاً منذ سنوات، ومع تفاقم الحاجة الملحة لخدمات الرعاية الصحية الأولية، اتخذ قرار إعادة الحياة لهذا المكان، وكانت الاستجابة من أهالي البلدة رائعة.
خدمات يومية
المستوصف سيقدم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، إضافة إلى استمرار النقطة الطبية المتنقلة التي اعتاد السكان وجودها كل يوم أحد.
ومع توفر عدد من المتطوعين، بينهم ممرضون وأطباء عامون، يأمل الأهالي أن يتحول المركز إلى نقطة صحية ثابتة تغنيهم عن عناء السفر إلى المناطق المجاورة .
ولم يخف أهالي تلحديا فرحتهم بافتتاح المركز، حيث بين عدد منهم أنهم كانوا يضطرون للذهاب إلى البلدات المجاورة من أجل تأمين الدواء أو غيره، أما اليوم فقد أصبح لديهم مركز قريب.
وأضافوا: كلما مرض طفل، كنا نرتبك جداً، أما الآن فقد توفر لدينا الحد الأدنى من الرعاية، نتمنى أن يكون في المركز طبيب أطفال ومتابعة أدوية على الدوام.
إرادة الحياة أقوى من العجز
بعيداً عن الأرقام والبيانات، يظهر افتتاح مستوصف تلحديا أن الإرادة الشعبية قادرة على إيجاد فرق حقيقي في المناطق المهمشة، رغم محدودية الإمكانات.. فهذا المركز، الذي عاد للحياة من تحت ركام الإهمال، بات عنواناً لقدرة المجتمعات المحلية على التكاتف، وتحويل الضعف إلى قوة، والحاجة إلى مبادرة.