الثورة أون لاين- راغب العطيه:
كعادته يحاول الغرب مجدداً بشتى الوسائل، وبشكل مناف للقانون الدولي أن يشيع الفوضى وعدم الاستقرار في بيلاروس من خلال بث الأفكار الهدامة والمتطرفة في هذا البلد، بهدف فرض النظام الذي يراه مناسباً لسياسته العدائية تجاه روسيا، وهذا ما يحصل اليوم من خلال ما تقوم به الحكومات الغربية من عمليات تحويل الأموال إلى بيلاروس لدعم أعمال الشغب والاحتجاجات في شوارع العاصمة مينسك.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعقب لقائه بنظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في موسكو اليوم أكد أن روسيا تدين الضغط الذي تحاول الدول الأجنبية فرضه الآن على السلطات الشرعية في بيلاروس، والتي تدعم في الوقت نفسه بشكل علني “المعارضة” غير الراضية عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وتُفرض أفكاراً مشكوكاً فيها حول الوساطة على بلد وشعب وقيادة بيلاروس، بما في ذلك من خلال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي هي نفسها في أزمة عميقة وتحتاج إلى الإصلاح.
وقال لافروف: إن موسكو تمتلك معلومات مؤكدة حول وجود أعمال لزعزعة استقرار بيلاروس يتم تنفيذها من أراضي أوكرانيا، موضحاً أن هذه المعلومات تخص وجود حوالي 200 عنصر متطرف تم إعدادهم في أوكرانيا بهدف زعزعة الاستقرار في بيلاروس.
وأضاف لافروف: نحن نعتبر كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين في حواره الأخير، أن الانتخابات الرئاسية قد جرت، ونتطلع إلى تطبيع الوضع في أقرب وقت ممكن من خلال الحوار، امتثالاً لقواعد الدستور الحالي لجمهورية بيلاروس، ومع احترام سيادة القانون.
وأشار لافروف في هذا المجال إلى التوتر الذي يتم من قبل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي اللذين يطلقان تصريحات هدامة إلى حد ما، مشدداً على أن موسكو ومينسك ستردان بحزم وبطريقة مناسبة على محاولات انتزاع بيلاروس من روسيا، ومحاولات تقويض دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس.
بدوره أكد وزير الخارجية البيلاروسي ماكيي أن الاحتجاجات في بلاده تم إعدادها في الخارج، وأن بيلاروس تمكنت من منع تكرار السيناريو الأوكراني، ومنعت اندلاع ثورة ملونة منظمة من الخارج، وقال: مع الأسف، مرة أخرى يتم استخدام الانتخابات في دول الاتحاد السوفييتي السابق من قبل قوى خارجية وداخلية لزعزعة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فيها.
وفي سياق اهتمام روسيا باستقرار بيلاروس من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين غداً الخميس إلى بيلاروس في زيارة رسمية، لبحث الأوضاع المستجدة هناك وتنسيق المواقف بين البلدين تجاه التدخلات الخارجية بشؤون مينسك الداخلية، كما سيستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو في غضون الأسبوعين القادمين بحسب ما أكده لافروف.
واندلعت الأزمة في بيلاروس في آب الماضي على خلفية الانتخابات الرئاسية التي حقق فيها لوكاشينكو الذي يقود البلاد منذ عام 1994 فوزاً ساحقاً بحصده نحو 80% من أصوات الناخبين، بحسب البيانات الرسمية.
على صعيد متصل نفى الكرملين وجود أي مناقشات بين موسكو ومينسك بشأن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في بيلاروس.
وحذر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الأربعاء، من أن أي خطر خارجي على دولة عضو في معاهدة الأمن الجماعي يشكل أيضاً خطراً على المنظمة بأكملها.