الثورة أون لاين – سامر البوظة :
في الوقت الذي يكافح فيه العالم في التصدي لفيروس كورونا القاتل، وفيما تتسارع الجهود الدولية لإنتاج وتطوير لقاح مضاد تواصل الولايات المتحدة تجبرها واستكبارها وتقف حجر عثرة أمام أي جهد في هذا المجال تحت حجج وذرائع واهية، والحقيقة أنها تسعى لإنتاج لقاح بهدف الاحتكار والاستثمار السياسي فقط، وتريد استغلال “اللقاح” كورقة ابتزاز في بازاراتها السياسية، دون الاكثرات لأي اعتبارات إنسانية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الانتخابات الأميركية باتت على الأبواب، وترامب يسعى للتفرد والفوز بالوصول بسرعة لهذا الإنجاز خاصة أنه كان يروج له، وذلك لتحسين فرصه في البقاء في البيت الأبيض، بعد أن فضح الفيروس فشل إدارته في التعامل مع تهديدات الوباء المستجد.
حيث أعلنت الولايات المتحدة رفضها المشاركة في مبادرة “كوفاكس” العالمية، لتطوير وتصنيع وتوزيع لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد بشكل عادل، لأسباب ترجع في جزء منها إلى أنها تقاد من قبل منظمة الصحة العالمية. التي تتهمها واشنطن بالفساد، والفشل في أسلوب إدارة الأزمة، وذلك في خطوة يمكن أن تعيد تشكيل مسار الوباء والدور الأميركي في دبلوماسية الصحة.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن متحدث باسم البيت الأبيض، إعلانه عدم مشاركة بلاده في المبادرة.
وقال المتحدث :إن الأبحاث والتطوير في مجال تطوير اللقاحات والعلاجات تتقدم بسرعة، ولا تعيقها البيروقراطية الحكومية.
خبراء في الصحة العامة، اعتبروا أن الولايات المتحدة ترفض المشاركة في المبادرة، لأنها تراهن على تطوير العقار الخاص بها، وتشجع الدول الأخرى على فعل ذلك، بما قد يؤدي إلى تخزين مزيد من كميات كبيرة من اللقاح وبالتالي ارتفاع أسعاره.
وذكر سويري مون، وهو مدير مركز بحثي تابع للمنظمة في جنيف، أن عدم مشاركة الولايات المتحدة في المبادرة بمثابة ضربة حقيقية للجهود العالمية لتأمين لقاح ضد “كوفيد 19”.
وتعد الولايات من أكبر ممولي المنظمة، إذ تدفع لها نحو 450 مليون دولار سنويا. وفي أيارالماضي، انسحبت إدارة ترامب من منظمة الصحة العالمية ووقف تمويلها، بسبب ما اعتبره “فشلها وخضوعها للصين”.
من جانبه، أضاف لورانس غوستين، أستاذ قانون الصحة العالمية في جامعة جورج تاون: إن أميركا تقوم بمغامرة ضخمة من خلال اتباع استراتيجية العمل بمفردها، وأكدت كيندال هويت، الأستاذة المساعدة في كلية غيزل للطب في دارتموث، أن هذه الخطوة كانت أقرب إلى الانسحاب من بوليصة التأمين.
ويضم الجهد الدولي المشترك كل دول العالم تقريبا، وفقا للمحادثات الأولية حول مشروع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي وألمانيا واليابان والعديد من المنظمات غير الحكومية.
وسيوزع المشروع، الذي أعلنته منظمة الصحة في وقت سابق من هذا العام، لقاحا نهائيا لجميع الدول حول العالم بناء على عدد السكان المعرضين لمخاطر عالية في كل دولة، فيما أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تكون من بين تلك الدول.
ويمثل القرار مقامرة من إدارة ترامب، خاصة إذا تم تطوير أول لقاح قابل للتطبيق من قبل دولة أخرى.