الثورة اون لاين- بيداء قطليش:
لا تزال ثقافة العنصرية القائمة في البنية الهيكلية الأمريكية، تتسع وتزداد عمقا في عهد الرئيس ترامب، الذي يحاول تأكيدها من خلال فظاعة الجرائم وطقوس البلطجة العدوانية التي تمارسها إدارته.
فبعد ان سقط القناع عن الرياء الأميركي، وعن شعارات حقوق الإنسان التي كانت تنادي بها واشنطن لغزو الدول، يحاول ترامب تجديد تهديداته باستخدام القوة لقمع الاحتجاجات المناهضة لعنصريته ولعنف الشرطة التي تتبع ممارسته القمعية، موجها الاتهامات إلى منافسيه في الحزب الديمقراطي بإثارة ما سماه العنف في المدن الأميركية، ومعتبرا أن الطريقة الوحيدة لإيقاف هذه الاحتجاجات هي “استخدام القوة”، وذلك لإثارة الذعر بين الأميركيين المناهضين لسياسته، حيث يعتبر ترامب بأن العنف لا يشكل أي مشكلة بالنسبة له، بل يعتبرها إستراتيجية سياسية.
وفي ظل صمت المجتمع الأممي عن الإجرام الأميركي، يرفض ترامب التعامل مع ممارسته الإرهابية القمعية العلنية بصدق، حيث وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في مدينة كينوشا الأميركية على خلفية حادث إطلاق النار من قبل الشرطة على مواطن من أصول افريقية بأنها أعمال “إرهاب داخلي”.
ونقلت ا ب عن ترامب قوله بعد جولة في المناطق المتضررة من المدينة أن “هذه الاحتجاجات ليست مظاهرات سلمية بل هي أعمال إرهاب حقيقي”.
وألقى الرئيس الأميركي باللوم على المسؤولين من الحزب الديمقراطي لعدم قبول عرضه فورا بالحصول على مساعدة من الشرطة الفيدرالية متذرعا “بأنهم فقط لا يريدون منا المجيء لوقف أعمال العنف” دون أن يذكر أن المواطن الأميركي جاكوب بليك أصيب بالشلل بسبب إطلاق النيران عليه من قبل الشرطة مرات عدة، ودافع ترامب عن العنف الذي تبديه الشرطة الأميركية ضد المحتجين مشبها عناصرها بأنهم “لاعبو غولف يتعرضون لضغوط ويختنقون بسببها”.
كما رفض ترامب، الاعتراف بأن “وحشية” الشرطة كانت ممنهجة مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود بعض “التفاح الفاسد”.
تصريحات الرئيس الأمريكي، جاءت خلال مؤتمر صحفي في كينوشا بولاية ويسكونسون، حضره قساوسة من البشرة السوداء، وجهوا سؤالا للرئيس الأمريكي حول العنصرية الممنهجة، حيث أطلقت الشرطة النار على رجل أسود، وبشأن ما إذا كان يعتقد بأن العنصرية المنهجية هي مشكلة في الولايات المتحدة.
مضيفا “يجب أن نعود إلى الموضوع الآخر”، مشيرا إلى ما وصفه بالعنف في تظاهرات بورتلاند وأماكن أخرى، وأضاف “هذا عنف هائل”، بحسب ما نقل موقع “سي ان ان”.
ورفض فكرة أن وحشية الشرطة كانت ممنهجة، قائلا بأن الضباط يختنقون تحت ضغط الوظيفة.
وأدى إطلاق النار على جيكوب بليك يوم 22 آب أمام ثلاثة من أطفاله، إلى تحول كينوشا إلى بؤرة ساخنة في صيف يشهد مظاهرات ضد وحشية الشرطة وعنصريتها، ويتهم منتقدو ترامب بالسعي لتأجيج العنف عبر خطاباته.