بقدر ما لامس حديث السيد الرئيس بشار الأسد الأولويات لشرائح متعددة من المجتمع السوري.. بقدر ما وضع خطوط وعناوين عريضة للمرحلة القادمة، فكان ما تحدث به في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء متمماً لخطابه أمام مجلس الشعب مع الانتقال إلى مرحلة جديدة من الخلاصات، وهذا يعني أن المتابعة ستكون قائمة ومستمرة للخطوات التنفيذية وأن الثوابت والأرضية واحدة لكنها تسير وتتطور وفقاً لمعطيات الواقع المتغير.
من الأمور اللافتة في كلمة السيد الرئيس أنها برنامج عمل يجمع بين أطراف من يجب أن يقوموا بالعمل لإنجازه، فمن المعروف أن ثمة تداخلات بين الوزارات خاصة الاقتصادية والمنتجة والخدمية منها، وبوجود برنامج عمل واضح هذا يعني أن أي طرف من أطراف إنجاز العمل المشترك لن يستطيع أن يبرر تقاعسه في عمل ما من خلال رمي الكرة في ملعب الآخر، وهذا بحد ذاته أداة من أدوات مكافحة الفساد.
كما تطرق سيادته إلى موضوع الأولويات ووضعها تحت عناوين الدولة والمؤسسات والمواطن، يعني أن هناك نظرة مختلفة تعنى بأدق التفاصيل حتى فيما يتعلق بالأولويات المتقاربة والمتلازمة وهي أولويات الدولة والمواطن، وربما هذا ما تحتاجه هذه المرحلة بالفعل، فهناك تفاصيل مهمة وربما تكون صغيرة قد لاتظهر مباشرة لكن تراكمها يتسبب في النهاية بمشكلة تحتاج وقتاً طويلاً للحل.
أيضاً هناك عناوين مهمة جاءت في حديث السيد الرئيس تتعلق بأولوية الزراعة والإنتاج والمعلوماتية وخاصة ما يتعلق بالدفع الإلكتروني، وهنا لو بحثنا في أغلب الدراسات الحديثة والمستقبلية سنجد أن هذه العناوين هي مفتاح النجاة لاستمرار الدول والمجتمعات وتطورها وهي الوظائف المطلوبة، وسورية تمتلك هذه العناوين.
باختصار لايمكننا اختصار أي حرف من كلمة السيد الرئيس بشارالأسد، فهي برنامج عمل وطوق نجاة للمرحلة القادمة، وهي متفائلة لأنها جاءت صريحة وعبرت عن الواقع كما هو، وسلطت الضوء على نقطة البداية واستخلصت الحلول ووضعت النقاط على الحروف.
ومع حكومة جمعت طموح الشباب بخبرات وتجارب الكبار لابدّ أن نجد ترجمة سريعة وذات أثر فعلي على المجتمع السوري بمكوناته ومؤسساته المختلفة، وهذا ما يجب أن يكون، فهذه المرة الأدوات مختلفة ويبدو أن المتابعة ستكون عميقة.
الكنز- رولا عيسى