الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
يتألق الابداع تحديدا، عندما يفرش مداه بجماليات نتوق اليها ونتلمس عبرها افاقا تتجدد، لأفكار طالما رأيناها هنا وهناك.. لكننا نراها بشكل جديد ، عندما يتلون ذاك الابداع، ويسرح في عالمها، مبتكرا المسارات الأكثر نجاعة في التعيير والأكثر التصاقا بالواقع، فيأخذنا إلى الأبعاد الأكثر عمقا في الحياة.. وذلك من جراء نسيج درامي محبوك وفق بينة درامية ساحرة، خلقت عالمها الجديد، وطرحت أسئلتها بما يليق بمنجز فني رسالته الأساسية و البحث وطرح الاسئلة، دون الاستكانة للبديهات والتسليم ببساطة، بل التحريض ﻻعمال العقل والتفكير، هذا ماجسده بدقة الفيلم (كواليس) من إخراج أسامة عبيد الناصر، والفيلم هو الثاني بعد عمل (نخب ثاني)، الذي نال الكثير من الجوائز في مهرجانات سينمائية عديدة، الفيلم إنتاج المؤسسة العامه للسينما، صندوق المنح الانتاجية ، وقد دار حول مجموعة من الشخصيات المختلفة و المتباينة في سياقات كثيرة، لكل منها قضيتها ومشكلتها،ولكل منها حياتها، لكل منها ظرفها وعالمها الخاص ،لكن اجتمعت جميعها عند العقدة الحاضرة الشديدة الأحكام عند كل منها، عالم من المعاناة اتسع إلى حد كبير إلى حد تجاوز التوقعات، لينفجر وسط تدفق هائل من التساؤﻻت المشروعة، كل منها على حدة، مستحضرا عوالم من الصدمات، وعوالم ﻻتنتهي من المفاجأة الصارخة، بأسلوب فني متقن، انتزع الإعجاب بآلياته الابداعية، التي أوصلت الأفكار وفق تقنيات فنية، تعرف بدقة الى أين ستصل، فشكل الفيلم توليفة درامية متميزة، على غاية من الإقناع والإمتاع، طارحا مقولته ببﻻغة سينمائية متميزة بحق.