في ذكرى تشرين.. انتصارات تتجدد وإرهاب يتقهقر

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

47 عاماً مرَّت على ذكرى حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد.. حرب تكللت بالنصر على إرهاب الكيان الصهيوني ودفعت لأن يكون هذا النصر كابوساً مستمراً للكيان الغاصب ومتزعميه، ولقد شكّل السادس من تشرين الأول من عام 1973م الذي يصادف اليوم ذكراه ملحمة بطولية لن تمحى من الذاكرة، كما لن يمحى من التاريخ، ففيه تجرع الصهاينة طعم الهزيمة ومرارتها، ويعيد من خلاله السوريون بكافة أطيافهم وفئاتهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية والشعبية، التأكيد على مواصلة طريق المقاومة والنضال حتى تحرير كل شبر أرض محتل من الإرهاب أو داعميه، مستندين في ذلك على دروس التضحية والبطولة التي قدمها أبطال جيشنا الباسل في حرب تشرين التحريرية.
نصر تشرين الذي نحتفل بذكراه اليوم، والذي حاول أعداء سورية وأعداء العرب إيهامهم أنهم غير قادرين على صنعه أو تحقيقه، نزل كالصاعقة على العدو الصهيوني وداعميه الغربيين، وأرسى معادلة مفصلية في معركة الصراع العربي مع العدو الصهيوني، حيث أثبت العرب قدرتهم على مواجهة التحديات وإلحاق الهزائم القاسية بالعدو مهما استعرض من قوته ومهَّد لها من تضليل إعلامي ونفسي ضدهم.
أكذوبة “الجيش الإسرائيلي” الذي لا يقهر، والتي لطالما تشدق بها الحكام الصهاينة لإرهاب الإنسان العربي سرعان ما تحطمت على صخرة نصر تشرين، وسلاح الجندي العربي السوري الذي امتلك زمام المبادرة من خلال التنسيق بين القيادتين السورية والمصرية وجيشهما، اللذين ألحقا الهزيمة بالعدو وكبداه خسائر عسكرية وبشرية ومادية كبيرة، جعلت حكام العدو يقرّون بأنهم غير قادرين على حماية أنفسهم وكيانهم الغاصب من دون غطاء الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.
والأهم من ذلك هو النتائج العكسية المرتدة التي تركتها نتائج هذه الحرب في نفوس الصهاينة مستوطنين ومسؤولين حيث حالة الهلع والخوف لا تزال مستمرة حتى الآن، لأن كل شيء على الجبهة كان لا يوحي بأن حرباً على وشك البدء مع انعدام أي مظاهر تشي بذلك، كما أسس انتصار تشرين لاستراتيجية مستقبلية في عمليات ردع العدو الصهيوني، وشكّل انعطافة محورية في التاريخ الحديث، وأكد أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن العدو لا يفهم إلا هذه اللغة كمنطلق وركيزة أساسية لتحرير ما تبقى من أراض محتلة سواء في الجولان السوري المحتل أو فلسطين أو لبنان.
وما تشهده سورية اليوم من حرب إرهابية عدوانية ما هي إلا محاولة مخططة من العدو الصهيوني للتخلص من الهزيمة التي لحقته في تشرين التحرير ومن كابوسها الذي لا يزال يلاحقه ويلاحق متزعميه الساعين للنيل من سورية وشعبها، وهذا ما يثبته انخراط هذا العدو بشكل مباشر في الحرب الإرهابية، سواء عبر الاعتداءات المتكررة على مواقع الجيش العربي السوري، أم من خلال الدعم المتواصل للإرهابيين ومدهم بالسلاح والعتاد، وفتح مشافيه في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمداواة الإرهابيين المصابين.
ومن هنا نؤكد أن معركة تشرين لم تنته فهي لا تزال مستمرة، والانتصار الذي كتبه رجال الجيش الباسل في تشرين، يولد اليوم من جديد، عبر تحقيق الانتصارات المتلاحقة على أدوات العدو الصهيوني ووكلائه من مرتزقة إرهابيين ودحرهم عن كل بقعة أرض دنسوها برجسهم الوهابي التكفيري.
تشرين سيبقى نبع الانتصارات، وجيشنا يواصل معركة الحدود والوجود في كل تفاصيلها منذ تشرين التحرير وحتى اليوم، فأبطاله أحفاد رجال النصر في تشرين، وسورية هي رقعة الجغرافيا الصلبة التي ستتحطم عليها المؤامرات التي تستهدفها بفضل عقيدة وإيمان شعبها وجيشها وقيادتها، وتمسكها باسترجاع الحقوق والأرض المغتصبة مهما بلغت التضحيات.. فتحية لصنّاع النصر.. صنّاع الحياة والأمل.. والرحمة لشهدائنا الأبرار الذين سطرت دماؤهم ملاحم البطولة، وأعادت للأمة العربية نبض الانتصار رغم كل مكائد العدو وغطرسته.

آخر الأخبار
ويتكوف في موسكو.. سباق الأربعة أيام مع تهديدات ترامب من يصل أولاً ؟ نزيه شموط لـ"الثورة": الأسواق المجاورة لا تزال مغلقة أمام المنتجات السورية بائعو الخبز.. من الحاجة إلى الكسب وأطفال من التحصيل العلمي إلى المادي دعم الأبناء في مواجهة نتائج الشهادة الإعدادية.. توجيهات للأهالي تحسين بيئة السوق والبنية التحتية بسوق الهال في حلب  ماذا قد يعني انتهاء العقوبات الأميركية على قطاع التراث في سوريا؟  هل تستطيع سوريا إعادة بناء اقتصادها من رماد الحرب؟ إلغاء شرط الإيداع الإلزامي خطوة لتعزيز الثقة بالقطاع المصرفي "فوربس" الأميركية: التدخلات الخارجية تعرقل مستقبل سوريا "شفاء 2".. عمليات جراحية نوعية بمستشفى الرازي في حلب نتنياهو قرر احتلال قطاع غزة بالكامل الرئيس الروسي يجدد تأكيد أهمية دعم وحدة وسيادة سوريا 10 اتفاقيات جديدة تعزز العلاقات الاقتصادية السورية التركية توفير الأجواء المثلى لامتحانات طلبة المعاهد التقانية بحلب تطوير واقع خدمة الركاب والنقل بدرعا بحث إقامة مراكز إيواء لمهجري عرب السويداء في درعا إزالة الركام من طريق الجمرك القديم بدرعا البلد بين التعثر والعقوبات.. المقاول السوري مستعد للإعمار وينتظر فك القيود أحمد منصور.. صديق الغزلان و الطيور الشرع لـ مستشار الأمن القومي البريطاني: سوريا منفتحة على أي مبادرات تدعم أمن المنطقة واستقرارها