الثورة أون لاين- سلوى الديب:
” لقد كشفت لنا الرحلة في شعر شاعرنا العتيق أنه كان مُخترقاً فضاءات جمالية غير مسبوقة، ومن ذلك ما تبدَّى في تشيئته الفراغ من حالة الانعدام الحركي الذي تمثله لهيئة الامتلاء، ومن الفراغ من الموضوع إلى الامتلاء بالذات ولقد مثلت تجربته ميلاً باتجاه الشعر الصوفي والشعر الوجودي والحكمة والفلسفة ” بهذه الكلمات عرف الدكتور الناقد وليد العرفي كتابه ” أطياف موشور الرؤيا مقاربات في تجربة الشاعر د. محمد سعيد العتيق” سنحاول في سطور قليلة التعريف بالعمل:
يتناول الدكتور وليد العرفي في كتابه مجموعة أعمال الشاعر محمد سعيد العتيق الصادرة وهي أربعة دواوين شعرية، وديوانان مخطوطان قيد الطباعة.
يتألف الكتاب من 290 صفحة من القطع المتوسط، وقد نهضت الدراسة على طيف استهلال وطيف ختام، أما المتن فقد جاء في سبعة مباحث منبثقة عن سبعة أطياف تشمل التجربة الشعرية للشاعر العتيق حمل البحث الأول عنوان “طيف العنونة ودلالاته في شعر “محمد سعيد العتيق”: فأشار استهلال العتيق بالنظر إلى الشعر من خلال رؤية جمالية تقرن بينه وبين ما هو معنوي فجاءت جميع عناوينه موسومة بعبارة: (شذا الروح شعري) وهي عبارة تحيل إلى دلالات رامزة فالتسمية هنا تتخذ إيحاءها المرتبط بالحالة الوجدانية التي يعيشها الشاعر فيما لو صح التخمين، وهو تركيب ذو حمولات يعبر عن الدلالات الآتية: وهي الثبات والحيوية، ويقول في قصيدة شذى الروح شعري:
أنا وصف روحي من شذا بوحها العطر وهل تسحر الألباب إن لم يكن سحرُ
ليكشف لنا الشاعر بهذه الدلالات عن سمت القصيدة التي جاءت مكتنزة بحمولات الحب للوطن الذي لا ينفصل بطبيعة الحال عن المرأة المعشوقة..
وتناول عناوين دواوين العتيق بالشرح والمقارنة وهي: طرائد النور، فجر المساء، ووجد وعشاق الشآم، ونحاتُ نور، ورنين الظلال…
وفي بحثه أطياف الصورة وحيويتها: نستعرض بعض ما ورد فيها
إذ يقول: بعتم الليل
يشرق نور نفسي
نلاحظ أن العامل الزمني يحضر بدلالته الرامزة هنا، فالظلام الحاصل بفعل دورة الزمن بأبعاده الحقيقية يكون مسار إشراق النور في النفس، وهذا ما يكشف عن تضادية العلاقة بين الشاعر والزمن، لأن الزمان يستنزف قوى الإنسان، ويسير بخطاه إلى المستقبل المشوب بالضعف، وعد القدرة على ممارسة نشاطاته في الحياة، كما كان في الماضي، فيتملكه شعور بأن الزمان يقوده إلى الفناء، وهو ما يثير في النفس الإنسانية مشاعر من الحيرة والشعور بحالة الاغتراب تجاه الواقع.
الأمر الذي يجعل لفعل الشاعر خصوصيته التي تتفرد بعيداً عن واقعية اللحظة المؤسسة للقيام بالحدث الذي يفتتح الشاعر به على رؤيا جديدة يحاول أن يرسمها بالكلمات التي ينسجها.
ويضيف: شكل التناص ظاهرة أسلوبية في شعر الشاعر محمد سعيد العتيق وهو ما تسعى هذه الدراسة إلى الإبانة عنه، وكشف الأنماط التالية: الاقتباس من القرآن الكريم واقتباس اللفظ والتناص القصصي حيث أفاد الشاعر من قصص الأنبياء عليهم السلام.
التناص مع الحديث الشريف والتناص مع الموروث الشعري ومن هذا النمط في المعارضة قصيدة شاعرنا محمد العتيق المعنونة ب”سوءة الشك”..
ونجد الناقد العرفي قد أسهب من خلال هذا الكتاب في الشرح والتفصيل في أشعار العتيق ليقدم فكرة جلية عن أعمال الشاعر محمد سعيد العتيق.