الثورة أون لاين – منذر عيد:
كعادتها تمارس الولايات المتحدة الأميركية سياسة الكذب والنفاق، منهجة قواعد التضليل المبنية على استخدام آلام الآخرين، للظهور بمظهر إنساني ديمقراطي، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.
آخر فصول النفاق الأميركي كانت بالأمس حين ادعت إدارة الرئيس دونالد ترامب عبر صفحة سفارتها بدمشق على “فيس بوك” تعاطفها مع المتضررين من الحرائق في سورية، والتي أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، فضلا عن خسائر كبيرة في الممتلكات “لتكون في ذلك الذئب الذي يمارس دور الراعي، بهدف الظهور بصورة الحريص على حياة الشعب السوري، والمهتم بحياته اليومية والمعيشية.. ولكن !!.
لا يمر هذا الدور التمثيلي لادارة ترامب، وهي من افتعل الأزمة في سورية، وأدخل ودعم المجموعات الإرهابية التي استهدفت السوريين وحاولت تحويل حياتهم إلى دمار، وهي من فرضت عقوبات اقتصادية أحادية جائرة عليهم وعلى الحكومة السورية فانعكس سلبا على لقمة عيش الشعب السوري برمته.
تذرف إدارة ترامب دموع النفاق والتماسيح على الشعب السوري جراء ما ألم به من حرائق، وهي ذات الإدارة التي تقوم بسرقة خيراته، وتعمل بشكل يومي على سرقة وتهريب النفط السوري من المناطق التي يحتلها الجيش الأميركي ومرتزقته من منطقة الجزيرة ، والتي كان آخرها مساء اليوم قافلة مؤلفة من 20 صهريجاً وناقلة من محافظة الحسكة.
الإدارة الأميركية التي تدعي الحرص على الشعب السوري!! .. ألم يكن سفيرها في دمشق روبرت فورد محراك شر وفتنة عندما ذهب إلى مدينة حماة عام 2011 ، لتأجيج الأوضاع هناك حينها؟ واذا ما بحثنا باليد الخفية التي تقف وراء تلك الحرائق، فلن تكن إلا اليد الاميركية والتركية، عبر مرتزقتهم.
المقرف في الإدعاء الإنساني الأميركي، بخصوص الحرائق، هو تعبيرها كذبا عن تعاطفها مع المتضررين، وبأن مشاعرها معهم، والأنكى من ذلك، محاولة تسويق نفسها على أنها الحريص على حياة المواطن السوري أكثر من الحكومة السورية، حينما دعت نفاقا الى اتخاذ “إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح” ، وهي من قامت بإزهاق آلاف الأرواح البريئة من الشعب السوري، بشكل مباشر عبر قواتها المحتلة، أو بواسطة وكلائها ومرتزقتها من الإرهابيين.
تحاول الإدارة الأميركية تضليل الرأي العام، وارتداء ثوب الحمل الوديع، والظهور بالمظهر الإنساني، لكن الحقيقة تقول، أن محاولة الذئب الثغاء، لا يجعل منه حملاً.