رغم كل تصريحات وزارة الزراعة حول سبب اشتعال الحرائق، ورغم كل ما عكسته تلك التصريحات من بعد عن الواقع، إلا أن الوقت الحالي وقت العمل وليس وقت التوقف أمام كل تصريح.
فالغابات قد تآكل معظمها والثمريّات الشجرية قد أُبيدت تقريبا بفعل النار الأمر الذي يستوجب حركة عاجلة ونشاطا غير مسبوق على اعتبار كل ما جرى يعتبر كارثة لا تقل عن كل ما جرى من كوارث خلال سنوات تسع من الحرب الإرهابية ضد سورية.
عشرات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والاتحادات تحفل بها سورية وكل منها يستند االى قاعدة جماهرية ليست بالقليلة، وكل منها معني بما جرى من نكبة طبيعية في الساحل السوري الأمر الذي يجعل تجييش كل تلك الطاقات مسألة ملحّة لاسيما وان البطء المعتاد في معالجة الامور لا يمكن ان ينسحب على مسألة التشجير كون الاعتياد على قاحل الأراضي تعني فقدان الغطاء الأخضر إلى الأبد في منطقة تعتبر الأجمل في سورية..
عيد الشجرة ليس ببعيد.. وكل سوري عن مناطق الحرائق ليس ببعيد.. وبالنظر لعدم قدرة الزراعة على النهوض بهذا العبء لوحدها فلا بد من قرار جماعي يجعل يوم عيد الشجرة مناسبة للتشجير تمتد على مدى أسبوع مثلا، تكون في كل يوم من أيامه مسؤولية التشجير على عاتق كل المنظمات الشعبية والنقابات والاتحادات، بحيث يلتزم كل مشارك فيها بنحو خمس غراس شجرية يزرعها بالتنسيق مع المجتمع المحلي في كل منطقة بحيث يكون للمزارع المتضرر عونا ولكل من يطلب المساعدة في ناحية زراعية.
الأمر الآخر الذي يمكن التركيز عليه هو نوعية الغرسات فالصنوبر (على اعتبار الصنوبر كان سائدا في غابات ريف القرداحة وهي المنطقة الأكثر تضررا من الحرائق في اللاذقية) يمكن أن يكون من النوعية المثمرة لاسيما وأن حباته تعتبر من اغلى الانواع في العالم، وهي فكرة باتت عامة بين كل السوريين ما يجعل من ذلك فائدة عميمة تبدأ من الفلاح وتنتهي بالمواطن.
حريق غاباتنا يرقى إلى مستوى الكارثة والسوريون كلهم متضررون من ذلك لكونها المتنفس الأكبر لهم، واليقين كله ان أيا من السوريين لن يتوانى عن المشاركة بالمساعدة والتشجير..
ولكن الأمل كل الأمل أن يكون القرار مركزيا حتى لا ندخل في متاهة الاجتماعات واللجان المنبثقة عنها والمراسلات مع المحافظات التي بقي بعض مسؤوليها في مكاتبهم ليومين اثنين والنار تأكل الأخضر واليابس
الكنز – مازن جلال خيربك