لا تغيب أفعال أردوغان المستفزة بشكل أو آخر، في هذه المنطقة أو تلك، عن الأخبار العالمية، بمقدار ما تشكله من قاسم مشترك في أزمات المنطقة، وهو “أردوغان” الباحث عن عدو دائم بشكل أو آخر، حتى يجعله، ملهاة للجيش، وبوابة تصدير لأزماته الداخلية، أزمات اقتصادية بلغت أوجها، لجهة الانهيار الاقتصادي، وتدني قيمة العملة التركية، وارتفاع نسبة البطالة، وانتشار سياسة كم الأفواه، وملاحقة المعارضين لسياسته الإخوانية.
لقد انتهج أردوغان سياسة عدائية تجاه دول المنطقة، فكانت محط استهجان شبه دولي، خاصة مع تحوله إلى “محراك شر” وإعادة إحياء أزمات المنطقة، مع أي اقتراب لإحداها بالتوصل إلى حل، فسُجل للنظام التركي افتعال أزمة أو التورط في تأجيج أزمة كل شهر تقريباً.
هي سياسة الاستثمار في الفوضى، والاتجار في بازار الإرهاب، فلعب النظام التركي لسنوات دوراً تخريبياً إرهابياً في سورية، وتحول لاحقاً إلى مستعمر، ووكيل معتمد للإرهابيين فيها، وذات الدور كان في ليبيا، بعد أن أرسل آلاف الإرهابيين من سورية إلى ليبيا، بما يؤمن له لاحقاً موطئ قدم هنا وهناك لسرقة خيرات البلدين.
ولأن أوهام إعادة إحياء السلطنة عبر “العثمانية الجديدة” حاضرة بشكل دائم، كان لابد لأردوغان من البحث عن أزمات أخرى ليحولها “حصان طروادة” للانتشار في مناطق أشمل، فكانت قره باغ أرضاً خصبة له، حيث عمل على تحريض أذربيجان لإحياء نزاع قره باغ، ويكون هو وإرهابيوه ثالث الموجودين على أرض القتال، وهو من تدخل بشكل مباشر في شرق المتوسط بنزاع مفتعل مع اليونان طمعاً في سرقة نفط المنطقة.
باحثاً عن سلم ينقذه من ورطاته الداخلية، يحاول أردوغان يائساً التمدد خارجاً، لتكون النتيجة عكسية، فإذا هو يزداد غرقاً يزيد من غرقه الداخلي.
هي الخطوات الأخيرة المتثاقلة، يحاول أردوغان الهروب من خلالها إلى بر الأمان، عبر السير على دروب الأزمات المتهالكة، ليذهب بذلك مباشرة إلى أواخر أيام سلطنة أجداده، وقيامها بالحرب على جبهات عدة، فكانت النتيجة “الإبادة”، وهذه نهاية النظام الأردوغاني، ولكن دون قيام “العثمانية الجديدة”.
حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid70@gmail.com