تركيا وصناعة الأزمات

لا تغيب أفعال أردوغان المستفزة بشكل أو آخر، في هذه المنطقة أو تلك، عن الأخبار العالمية، بمقدار ما تشكله من قاسم مشترك في أزمات المنطقة، وهو “أردوغان” الباحث عن عدو دائم بشكل أو آخر، حتى يجعله، ملهاة للجيش، وبوابة تصدير لأزماته الداخلية، أزمات اقتصادية بلغت أوجها، لجهة الانهيار الاقتصادي، وتدني قيمة العملة التركية، وارتفاع نسبة البطالة، وانتشار سياسة كم الأفواه، وملاحقة المعارضين لسياسته الإخوانية.
لقد انتهج أردوغان سياسة عدائية تجاه دول المنطقة، فكانت محط استهجان شبه دولي، خاصة مع تحوله إلى “محراك شر” وإعادة إحياء أزمات المنطقة، مع أي اقتراب لإحداها بالتوصل إلى حل، فسُجل للنظام التركي افتعال أزمة أو التورط في تأجيج أزمة كل شهر تقريباً.
هي سياسة الاستثمار في الفوضى، والاتجار في بازار الإرهاب، فلعب النظام التركي لسنوات دوراً تخريبياً إرهابياً في سورية، وتحول لاحقاً إلى مستعمر، ووكيل معتمد للإرهابيين فيها، وذات الدور كان في ليبيا، بعد أن أرسل آلاف الإرهابيين من سورية إلى ليبيا، بما يؤمن له لاحقاً موطئ قدم هنا وهناك لسرقة خيرات البلدين.
ولأن أوهام إعادة إحياء السلطنة عبر “العثمانية الجديدة” حاضرة بشكل دائم، كان لابد لأردوغان من البحث عن أزمات أخرى ليحولها “حصان طروادة” للانتشار في مناطق أشمل، فكانت قره باغ أرضاً خصبة له، حيث عمل على تحريض أذربيجان لإحياء نزاع قره باغ، ويكون هو وإرهابيوه ثالث الموجودين على أرض القتال، وهو من تدخل بشكل مباشر في شرق المتوسط بنزاع مفتعل مع اليونان طمعاً في سرقة نفط المنطقة.
باحثاً عن سلم ينقذه من ورطاته الداخلية، يحاول أردوغان يائساً التمدد خارجاً، لتكون النتيجة عكسية، فإذا هو يزداد غرقاً يزيد من غرقه الداخلي.
هي الخطوات الأخيرة المتثاقلة، يحاول أردوغان الهروب من خلالها إلى بر الأمان، عبر السير على دروب الأزمات المتهالكة، ليذهب بذلك مباشرة إلى أواخر أيام سلطنة أجداده، وقيامها بالحرب على جبهات عدة، فكانت النتيجة “الإبادة”، وهذه نهاية النظام الأردوغاني، ولكن دون قيام “العثمانية الجديدة”.

حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid70@gmail.com

آخر الأخبار
قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك