يفتح صمت الدبلوماسية في زمن الأزمات والخلافات الباب واسعاً أمام تحليل الصحافة، وتفسير المحللين السياسيين، ليكون تحرك العسكر في أرض الميدان الفيصل في الأخير والمترجم في الأول، الأمر الذي جرى بعد انتهاء لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي في سوتشي مؤخراً حتى أمس الأول مع بدء الجيش العربي السوري دك مواقع الإرهابيين في مناطق متفرقة بريف محافظة إدلب بالصواريخ في محيط مرعيان وكفريا ومعرة مصرين وجسر الشغور، وعودة الطيران الحربي الروسي إلى استهداف تجمعات الإرهابيين بعد توقف لمدة خمسة أيام، لتكون تلك الاستهدافات بمثابة بيان عما نتج عن اجتماع سوتشي.
أياً كان سبب الأحداث الجديدة بما يخص إدلب، أهي نتاج صعوبات روسية -تركية كما قال الرئيس بوتين :”المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحيانًا، لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية”، أم نتاج اتفاق بينهما كما أعلن الكرملين إن “الرئيسين فلاديمير بوتين وأردوغان أكدا خلال لقائهما في موسكو التزامهما بالاتفاقات المبرمة بشأن ضرورة إخلاء محافظة إدلب من الإرهابيين”، فإن قرار إنهاء الوضع الشاذ في المحافظة، والقضاء على الإرهابيين قد تم اتخاذه، وليصدر بيان اجتماع سوتشي من إدلب.
من المؤكد أن متغيرات وتطورات الميدان، ليس حدثاً منفرداً ووحيداً على الساحة السورية، بل هو مكمل واحد المتغيرات الكثيرة التي بدأت تطرأ في مسارات الأزمة في سورية، وهو ما أكده وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بأن ثمة تغير في الأجواء السياسية الدولية تجاه الشأن السوري بشكل عام وتراجع الاستهداف العدائي لسورية في الخطاب الرسمي لمعظم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، تزامن ذلك مع انفتاح سياسي وتجاري عبر البوابة الأردنية ما كان لولا ضوء أخضر أميركي، يمهد لانطلاق العديد من المواكب السياسية والتجارية والاقتصادية العربية والغربية نحو دمشق.
متغيرات الأحداث المتسارعة والحادة إزاء سورية ليست خبراً اعتيادياً، وإنما هي بداية النهاية للسنوات العجاف التي مرت على سورية الوطن والشعب، وهي نتاج صمود الجيش والشعب في وجه الإرهاب العسكري والاقتصادي الذي خطط له الغرب الاستعماري ومولته الرجعية العربية.
حدث وتعليق – منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com