يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية أدركت أن الحقيقة مثل ماء الينبوع لا بد وأن تتفجر وتظهر للعلن، ولأن العنجهية العسكرية الأميركية تأبى تحمّل وزر انكسارات وهزائم، كان لا بد من إعلان حقيقة نصر سورية، وهزيمة المشروع الأميركي ضدها من على المنبر الاقتصادي.
شكل اجتماع وزراء الطاقة لدول سورية والأردن ومصر ولبنان مؤخراً في عمان انعطافة حادة في سياق الهجمة الإرهابية الشرسة على سورية، ورغم محاولة البعض تدوير زاوية تلك الانكسارة الحادة والتقليل من أهميتها، إلا أنه يشكل بداية لطريق جديدة لاكتشاف سبل العودة سواء العربية أم الغربية إلى أبواب دمشق، بل تعداه إلى أبعد من ذلك ليشكل التفاف أميركا على عقوباتها الأحادية الجائرة ضد سورية وشعبها.
عبور دول “خط النفط العربي” الحدود نحو دمشق من بوابة الاقتصاد رغم أنف ” قيصر” أو بموافقته، سوف يشكل حافزاً ودافعاً كبيراً للعديد من الدول التي تقف “مترقبة” على بوابات عبور حدودية عدة، للسير نحو دمشق بخطا أسرع، وربما تنتظر إشارة بالقبول لتنار أضواء العديد من السفارات العربية والغربية فيها.
قد يعيب علينا البعض تهويل ما يجري، والبناء على أوهام، ويقول إن جل ما جرى في عمان هو لإخراج لبنان من أزمته، نوافق الرأي ونضيف أنه كرمى التخفيف من خسائر الاحتلال الأميركي في سورية فإنه سينسحب قريباً من جميع أراضيها، وكرمى مصالح له في المنطقة والداخل الأوروبي سيتم القضاء على الإرهاب والإرهابيين في سورية، كي لا يكونوا قنبلة موقوتة ومتنقلة دائماً، وكرمى أعين حليف لهم هنا وهناك، سيتم الاستغناء عن أجير انفصالي في منطقة الجزيرة، ووو، ولكن الحقيقة والواقع أن جميع تلك الاكراميات والحسابات ما كانت لو أن المشروع الأميركي سار وفق ما مخطط له في ٢٠١١، وأن تلك البوابات الجديدة التي تفتح نحو دمشق ماكانت لولا صمود الشعب السوري، وانتصارات جيشه، وحكمة قيادته.
من الأكيد أن طعم الهزيمة مر، والإقرار به وإعلانه أكثر مرارة، لذلك تراه يأتي أميركياً عبر بوابة إنسانية ومساعدات للحلفاء، ومن الصعوبة أن تقر أميركا به، وما حدث في أفغانستان مثال حي.
حدث وتعليق – منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com