أميركا.. صناعة الإرهاب وتفريخه بدل محاربته

 

بعد عشرين عاماً على أحداث هجمات أيلول، لا يزال الغموض يكتنف الكثير من جوانب تنفيذ تلك الهجمات التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لشن حروبها الخارجية على العالم، حيث لا يمكن لبضعة أشخاص أن ينفذوا تلك الهجمات تحت أنظار الاستخبارات الأميركية، وأمام عدسات التصوير التي وثقت مشاهد الأحداث لحظة وقوعها ومن عدة زوايا، وكأن كل شي كان مرتباً وجاهزاً لنقل هذا الحدث، وربما سلسلة التغييرات الجيوسياسية التي أحدثتها الحرب الأميركية المزعومة على الإرهاب توضح أن السلطات الأميركية، إن لم يكن لها دور مباشر في حدوثها، فهي على أقل تقدير كانت على دراية كاملة بتلك الأحداث قبل وقوعها.

أميركا قسمت العالم إلى نصفين، “ضدها ومعها” وشنت حروبها الاستباقية تحت مسمى مكافحة الإرهاب، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ هل تم القضاء على هذا الإرهاب، أم تم إنتاج وتصنيع العديد من التنظيمات الإرهابية وفق المقاييس والمواصفات الأميركية؟ ألم توظف الولايات المتحدة “داعش والنصرة” ومئات المسميات الأخرى – التي فرخها تنظيم القاعدة – في حربها الإرهابية القذرة على سورية؟، وماذا عن “طالبان” التي حاربتها طوال عشرين عاماً، ثم استجدتها لتأمين انسحاب قواتها المحتلة من أفغانستان، وهل حاربت الإرهاب في العراق، أم قتلت مئات آلاف المدنيين وشردت الملايين في هذا البلد بعد أن دمرته وزرعت فيه “داعش” قبل أن تدفع به إلى سورية، واليوم إلى أفغانستان وليبيا واليمن والعديد من الدول الأخرى المستهدفة بالإرهاب الأميركي؟.

زعزعة أمن واستقرار المنطقة بما يخدم المشروع الصهيوني، ألم يكن هو الهدف الرئيسي من وراء كذبة محاربة الإرهاب، وكلنا نلاحظ كيف يعربد الكيان الصهيوني بطول هذه المنطقة وعرضها، وسلسلة الحروب العدوانية التي شنها هذا الكيان على لبنان وغزة، كان هدفها تحقيق ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير على حد اعتراف كونداليزا رايس أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، ليكون هذا الكيان صاحب الكلمة العليا في المنطقة، وما عمليات التطبيع المجاني التي سارت في ركبها العديد من الأنظمة العربية إلا امتداد لهذا المشروع الذي يستهدف تصفية الوجود الفلسطيني، وتغيير الخارطة الجغرافية والسياسية لدول المنطقة، وكل ذلك سبق ومهدت له هجمات أيلول قبل عشرين عاماً.

جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الولايات المتحدة بذريعة مكافحة الإرهاب، تفوق كل تصور، فباتت الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان أمر مشروع بالنسبة للإدارات الأميركية، واستهداف المدنيين بالطائرات المسيرة أمر مبرر، عدا عن الانتهاكات الجسيمة للسجناء داخل المعتقلات والسجون الأميركية، “أبو غريب وغوانتانامو” مثالان صارخان على تلك الانتهكات، ورغم كل هزائمها العسكرية والسياسية والأخلاقية وما خلفته من ويلات على حياة الشعوب، إلا أن واشنطن ما زالت تختلق الذرائع والأسباب لتبقى صاحبة اليد الطولى في العالم، ولا تملك إلا سبيلاً واحداً لهذا الغرض وهو صناعة الإرهاب، وتفريخه وتصديره إلى بقاع الأرض.

نبض الحدث – بقلم أمين التحرير- ناصر منذر

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا