ترامب يفتح كل نوافذ البيت الأبيض وأبوابه وملفاته ليعثر على فضيحة للديمقراطيين.. يكشف حتى ما تحت طاولة المكتب البيضاوي، هنالك حيث لا خرائط تضاهي خارطة الشرق الأوسط في الاستثمار الأميركي بالدماء والحرائق سواء كان الكرسي الرئاسي جمهورياً أو حتى ديمقراطي… لكن ترامب قرر كشفها ليس حباً بالشعوب العربية بل سعياً للفوز في حملته الانتخابية..
55 ألف وثيقة في بريد كلنتون أمر ترامب برفع السرية عنها تضاهي في فضائحها ما نشره موقع ويكليكس.. العرابة الثانية للفوضى الخلاقة ما بعد كوندليزا رايس هي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ودورها المباشر في إشعال حرائق المنطقة بفتيل الإسلام السياسي.. والمتطرف ايضا.. وبمباركة باراك أوباما.
لسنا بحاجة نحن أبناء المنطقة في الشرق الأوسط لدليل آخر على أن كل حرائقنا التي انطلقت من شرارة البوعزيزي هي من تخطيط وإخراج واشنطن، فما قبل (الربيع العربي) كان غزو العراق وما بعد انطلاق الثورات لمسنا بأيدينا كيف أن الغرب يريد تقطيع وتقسيم المنطقة على قياس مشروع الشرق الأوسط الجديد بسيف داعش والنصرة.. وما بعد كل ذلك وفشل المشروع يأتينا (المخلص) ترامب ليستثمر في فشل المشروع الأميركي أيضا ويقتل البغدادي… كما قتل اوباما بن لادن في سنته الانتخابية.
الرئيس الأميركي يحاول تقديم نفسه للعالم في طريقه الانتخابي الحالي على أنه (المخلص) لشعبه، وأنه لن يتستر على أخطاء منافسيه الديمقراطيين أينما حلت في الداخل الأميركي أوالخارج، على مبدأ أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. ولكن الشياطين السياسية تتكلم أيضا..
الشياطين المتحدثة على لسان ترامب والتي تفضح تورط الديمقراطيين بزلازل الربيع العربي هي ذاتها من تلعق وتستثمر في نتائج هذا التورط.. تحتل في سورية وتخرب في العراق وتؤجج في اليمن وتضرب أينما حلت مصالحها..
في السباق الانتخابي بين ترامب وجو بايدن صناديق سوداء كثيرة فتحت وفي كل مرة يظهر الشرق الأوسط كرة للفضائح بما نكل به، يتبادل الطرفان قذف بعضهما به..
نفطنا… دماؤنا.. أقدارنا.. نحن هنا في المنطقة خارطة للابتزاز والتفاوض والمقايضة حتى في الصراع على البيت الأبيض.. ثم يأتينا من يقول لماذا المقاومة؟! ثمة حلول سلمية وطرق دبلوماسية..
لولا تلك المقاومة من سورية إلى العراق إلى لبنان وفلسطين ربما كان السباق الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين قائم على من يجمع أعداداً أكثر من القتلى بيننا…
البقعة الساخنة.-عزة شتيوي