الرئيس الأميركي بايدن قلق ويدعو للاحترام أيضاً والتراشق في الشمال السوري بين أردوغان وقسد بالأزهار لا بالنار.. فواشنطن حريصة على أرواح السوريين!! ولكل من قسد وأردوغان وبايدن مشروعه الاحتلالي أو الانفصالي وإن تضاربت المشاريع، لكنها بحسب رؤية بايدن المشوشة يجب أن تلتقي لمصلحة أميركا أولا .. وخاصة أن الأسلحة بيد قسد هي صناعة أميركية أما تركيا فمختومة بختم الناتو، وهذا ما يراه الرئيس الأميركي كافياً لأن تكون كلمة أميركا أولاً.
ليس لافتاً أن يدعو بايدن أردوغان وقسد لاحترام وقف النار، فهذا كلام أميركي في توقيت أنباء عن محاولات تركية للتقرب من سورية أو حتى تفكير بالحوار بين الانفصاليين من الأكراد ودمشق لتجد واشنطن ثغرة لتخريب أي مشهد تصالحي محتمل.
اللافت في تصريحات واشنطن أنها تدعو للاحترام .. وهي التي كسرت كل أنواع احترام القانون الدولي، وجاءت إلى سورية بصفة الاحتلال وقطع الطرق واللصوصية، وخنقت السوريين اقتصادياً وجلست فوق آبار النفط تمتص ثروة شعب بأكمله وصنعت المافيات السياسية في الأروقة الدولية لتسرق قرار المنظمات الدولية والأممية، وتضعه في جيوب قاطني البيت الأبيض، وقبل كل ذلك نصبت خيمة داعش، وقدمت رؤوس الأبرياء والمدنيين هدية لسيوف المتطرفين.. كل ذلك وتتحدث واشنطن عن الاحترام، وهي التي أساءت للبشرية جمعاء منذ الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظات في سورية.
تتحدث واشنطن عن الاحترام وهي تقصف في دير الزور بنفس الحجة الإسرائيلية، وكم قصفت هناك سابقاً بالفوسفور، فأصابت المدنيين ولم تأت برأس الخليفة إلا عبر فيلم هوليوودي صالح للعرض في صالات رؤسائها الانتخابية.
كل ذلك وتتحدث واشنطن عن الاحترام وتوجه كلامها للذين تجاوزوا حرمة الجوار والوطنية.. فما أفصح واشنطن وهي تتحدث عن الاحترام!!
نعم، أميركا عملاقة، لكنها خطأ فادح كما قال سيغموند فرويد.