عزة شتيوي
من يطلق الألعاب النارية احتفالاً بالسنة الميلادية القادمة؟ وكيف للمنطقة هنا أن تعرف توقيت دخول السنة وإسرائيل لا تتوقف عن اللعب بالنار في غزة حتى لو بضع دقائق يكون العالم فيها مشغولاً باستقبال عام آخر.
سنة تتقدم وفي رأسها أربعون ألف قذيفة لأطفال غزة الذين يشرب نتنياهو نخب إجرامه بدمائهم… بكؤوس الصمت الدولي وربما العجز يوم تعلو قهقهات بايدن معلنة الفيتو بمجلس الأمن على أي هدنة أو وقف للمجزرة في غزة، ثم يخرج للإعلام ليقول إنه أوصى نتنياهو بتخفيف القتل والإجرام فأعداد الشهداء في غزة وحجم الدمار يرتقي للمرتبة الأولى في التاريخ الحديث للمجازر بحسب ما تقوله صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية وهذه الإحصائيات باتت محرجة، ولن تعكس نتائج انتخابية جيدة للرئيس الأميركي.
لذلك فقط ولاعتبارات انتخابية يخشى بايدن من استمرار العدوان، بينما يخاف نتنياهو أن تتوقف فهو غير قادر على الهدنة ولا على السلام، حيث وقع في فخ الفشل الأمني في تاريخ الكيان الاستخباراتي وبات وجوده السياسي في الحكومة المعادية وصمة عار إن هو توقف عن الإبادة الجماعية إلى حين يصبح قطاع غزة قطعة محروقة ومهجورة من أرض فلسطين وهذا هو المخطط الإسرائيلي حتى اللحظة.
باتت الحكايات في قطاع غزة عالمية في بؤس لحظاتها وأمل مستقبلها، فليلة رأس السنة تجوب طفلة لتبيع النور في ظلام الوحشية.. هي طفلة المقاومة ووعدها بأن العيد لابد آت، وأن الصمود يرسم مستقبل غزة وفلسطين والمنطقة، لذلك تصدح دمشق بأن الأطفال في غزة يدافعون عن السوريين كما دافع السوريون عن كل العالم يوم أطفأ الإرهاب شجرة الميلاد عشرة اعوام هنا في سورية، ولاتزال أميركا تحاول إطفاءها باسترجاع فزاعة داعش واحتلال آبار النفط والغاز وسرقة لقمة السوريين وعشائهم في ليلة رأس السنة وفي كل الأيام.
أميركا تحاول سرقة العيد في سورية كما فلسطين وكل أنحاء العالم وإذا تحدثت المنظمات الأممية فهي لا تملك إلا إحصائية على وحشية الإمبريالية الأميركية وبطريقة غير مباشرة وغريبة مع وداع سنة ٢٠٢٣.
فمفوضة اللاجئين ودعت العام الماضي بالقول إن أكثر من ١١٤ مليون إنسان حول العام أجبروا على ترك منازلهم وإذا فتشنا عن السبب فستكون واشنطن هي لعنة القتل والتشريد والتهجير .. فتش عن أميركا وبريطانيا والغرب في هذه اللحظات فستجدهم يسكرون فوق مخططات التآمر علينا، وربما إذا كان هناك من أمنيات نعلقها نحن أصحاب هذه المنطقة هي أن ينتقل العالم إلى نظام متعدد الأقطاب، يكبح وحشية واشنطن، ويسقط القطب الواحد اقتلع عشرات أشجار العيد من أعمارنا ونأمل ألا يقتلع المزيد في العام الجديد وكل عام وأنتم بألف خير.