هي (إسرائيل) تهرب من الخزي على جبين كيانها المحتل ومن رعب الليل الحازم الذي رعد فيه شاب فدائي ومقاوم فغرقت (تل أبيب) في كوابيسها.. وراحت تهرول خاطفة المشهد بعيداً عن العمليات الفدائية لتقصف من لبنان في سورية وتتحرش بالعدوان على حماة مخفية جثث قتلاها وراء استعراض العدوان وإيحاءا بالقوة وأنها ليست في الهوة الأمنية بعد أربع عمليات تحاكي انتفاضة رحمها في جنين وحبلها السري من كل فلسطين ومحور المقاومة في المنطقة..
عدوان إسرائيلي على سورية لا يحمل في توقيته سوى احتمالات هروب رئيس كيان الاحتلال من أزمته الداخلية الى الخارج خاصة أن اتفاق فيينا النووي ينتظر توقيعه النهائي وخاصة أيضا أن كل المساعي الإسرائيلية لعزل سورية ولجم بعض الدول العربية بناتو خليجي تحت سيطرة العدو الصهيوني كل ذلك باء بالفشل..
فالعرب بحاجة لسورية لاستقرار المنطقة وتوازنها والعلاقات السورية العربية تترجم بالزيارات والاتصالات والاتفاقات والمفارقة أن الملامح السياسية لسورية بقيت ثابتة لم تتغير في حين أن هناك من بدل جلده وتلون وراح يغير وجهه في اللحظة ألف مرة.. والأمثلة كثيرة لكن الأقرب جغرافيا ربما هو أردوغان الذي خلع عنجهية السلطان وراح يتوسل العلاقات في المنطقة ويتوسط الأزمات ويغير وجهه بمساحيق الحرملك السياسي كل ما استدعى الموقف لكن القناع الذي لم يعد بامكان أردوغان حتى التخفي وراءه هو قناع الشجاعة والخوف على حقوق الإنسان رغم أنه من ارتداه كثيراً فوق ثياب (خليفة) داعش والنصره وأحزمتهم المفخخة في إدلب..
فأردوغان أدان العمليات الفدائية الاخيرة في فلسطين المحتلة ويبتسم لإسرائيل بأسنانه السياسية الصفراء متناسية كذبة سفينة مرمرة فقد اتضح أن السلطان كان يبحث عن جزيرة الكنز السياسي في قضية مرمرة واستغلالها للتفاوض مع الكيان الصهيوني وليس من همومه كسر الحصار.. بل لتقاسم صندوق بيع السلام في القضية الفلسطينية..
رئيس النظام التركي يمشي على حبل مشدود كما تصفه الصحف الغربية كالبهلوان في هذا التوقيت من أوكرانيا حتى سورية.. فهو.. مع عودة داعش والتظاهر بمحاربته وهو أيضا الوسيط في الأزمة الأوكرانية مع كييف وموسكو وفي نفس التوقيت حارس مضيق الدردنيل في وجه سفن روسيا.. هو اللاعب على الحبال السياسية لذلك لانستبعد أن يدين العمليات الفدائية في فلسطين ويمشي في جنازتهم ولو بعد حين!!!.
نبض الحدث -عزة شتيوي