الثورة أون لاين – حسين صقر:
رغم الظروف الصحية الصعبة نتيجة انتشار فيروس كورونا، ليس على مستوى سورية وحسب، بل على مستوى العالم، لايزال التلاميذ والطلاب السوريون مصرين على مواصلة تحصيلهم الدراسي، في وقت يحدوهم الأمل بأن تنتهي تلك الجائحة إلى غير رجعة، وتذهب معها أيام الخوف من هواجس اتساع محيط الوباء.
اليوم و بعد مضي أكثر من شهر ونصف على افتتاح المدارس، ماهي الانطباعات التي شكلها الطلاب عن مدارسهم، وماهي المشكلات التي واجهتهم خلال تلك الفترة، وما التوصيات التي زوّد أهالي هؤلاء أبناءهم بها كي يساهم الجميع في إتمام العملية التدريسية، وأن تسود روح التعاون بين التلميذ والمدرس، وبين المدرس والإدارة، والإدارة والأهل، كي ينتج الجميع جيلاً متنوراً مدركاً لما يجري حوله من تطورات وأحداث ومتابعة لسير العملية التدريسية التي تتربع على سلم أولوياته.
وفي لقاءات ل” الثورة” أجرتها مع التلاميذ و أوليائهم تبين أن هناك بعض الفجوات والمنغصات التي قد تعيق إكمال العام الدراسي، وفي ذات الوقت هناك الكثير من الإيجابيات التي تدفع تلك العملية قدماً.
وفي هذا السياق قال الطالب حسن محمود من المرحلة الثانوية تعاني مدرستنا من نقص في الكادر التدريسي ولاسيما لبعض المواد الأساسية، حيث البعد الجغرافي عن المدينة وارتفاع أجور النقل وصعوبة تأمين المواصلات يدفع بعض المدرسين للإحجام عن الالتحاق في مدارسنا، ويجعلهم دائمي البحث عن مدارس قريبة من المدينة كي يتجنبوا تلك الصعوبات، خاصة وأن الوزارة تضع جميع المدرسين في شريحة الرواتب والأجور مع بعضها، ولاتحسب حساباً بأن المدرس الذي يقطع مسافة طويلة يختلف عن زميله الذي يملك سكناً قريباً من المدرسة التي يداوم فيها.
بدوره على الحسن قال واستكمالاً لما بدأه زميله: وإن كانت تحسب التربية لذلك حساباً، هو مجرد مبلغ لا يتناسب مع أجور النقل هذه الأيام، وأضاف الطقس مقبل على فصل الشتاء ولابد أن تلك المعاناة سوف تتفاقم في ظل اضطرار هذا المدرس أوذاك على الطريق تحت المطر أو ربما الثلوج، وتساءل كيف له ان يقدم درساً نوعياً في ظل تلك المعاناة.
وقالت إحدى السيدات وهي أم لبعض الطلاب في جميع المراحل، يشكو أبنائي من عدم توفر النظافة بعض الأحيان، في الوقت الذي يثني القسم الأكبر منهم على اهتمام الكادر التدريسي والإداري بهذا الموضوع، والتوصيات المتواصلة التي يؤكدون عليها لتجنب انتقال العدوى، فيما إذا حصل وحمل أحد الطلاب للفيروس.
على حين أكد السيد حمد حناوي ليست هناك أي ملاحظات ينقلها له ولده في الثالث الثانوي العلمي، وكذلك ابنته في المرحلة الإعدادية، ماخلا بعض الملاحظات التي تقتصر أحيانا على تأخر بعض المدرسين عن الحصة الدرسية، نتيجة صعوبة النقل، في وقت يؤكدون فيه التزام هؤلاء المدرسين، ويعلمون تماماً أنهم لايتأخرون في الأحوال والظروف العادية، وقال لكن نقلت لي ابنتي عن حالة تنمر يمارسها أحد الطلاب على زملائه، وهو ما يتطلب دراسة تلك الحالات ومعرفة الأسباب الكامنة خلف تلك الحالة، في وقت لاتقصر فيه إدارة المدرسة عن متابعة الموضوع.
بينما طالب مجموعة من الأهالي بتوفير وسائل التدفئة الضرورية ولاسيما أننا مقبلون على فصل الشتاء، كما طالبوا بتوجيه التربية لإيجاد صيغة مقبولة بتحديد أجور النقل للتلاميذ، وذلك حسب المسافة التي يستقلون فيها السرفيس أو الباص من أجل الوصول إلى مدارسهم والعودة إلى بيوتهم، وعدم محاسبتهم وكأنهم يركبون لمسافات طويلة في واسطة النقل تلك.
من ناحية ثانية وفي ظل الفلتان الذي يمارسه الطلاب أثناء عودتهم من المدارس، أكد البعض أنهم يوصون أبناءهم بالعودة إلى المنازل فور خروجهم من المدارس والعودة إلى المنازل لمتابعة دروسهم ووظائفهم، لكن مع كل أسف قالت السيدة نجوى عبيد نرى عكس مايتحدث به البعض من هؤلاء، إذ نرى بأم الأعين الفلتان في الشوارع والساحات وتسكع الطلاب في الحدائق العامة، حيث يخرج بعض هؤلاء صباحاً بحجة الذهاب إلى المدارس، لكن لايذهبون إليها، ويعودون مع عودة أقرانهم في إيحاء أنهم داوموا في تلك المدارس، لكن ماجرى العكس تماماً.
ولهذا طالبت سيدة أخرى بتسيير دوريات شرطة تحت مسمى شرطة التربية أو المدارس لملاحقة هؤلاء المتسكعين ومعاقبتهم وتغريمهم أو ذويهم بغرامة مالية، ولاسيما أنهم يحجزون مقعداً لطالب مجتهد قد لاتوافق الإدارة على نقله أو استقباله في مدارسها نظراً لاكتمال العدد، وأضافت أنه في أيامنا الماضية، كان هناك مايسمى بعريف الصف بعد الدوام، حيث يقوم بتسجيل أسماء الطلاب الذين يلهون في الشوارع والحارات، ويتم نقل أسمائهم إلى إدارة المدرسة ليصار إلى توجيههم أو حتى معاقبتهم.
وفي هذا السياق نوه أحد أولياء التلاميذ بالقول: بعد صدور بعض القرارات التي جاءت لمصلحة الطالب ضد المدرس، بدأت العملية التربوية والتدريسية تتخذ منحى مختلفاً سلبياً مع كل أسف.