الثورة أون لاين – رفيق الكفيري – جودت غانم:
تدني جودة الرغيف المنتج في المخابز الآلية الأربعة التابعة لفرع الشركة السورية للمخابز بالسويداء ، فالمادة المنتجة في المخابز المذكورة آنفا لا يمكن وصفها إلا دون المستوى المطلوب فرغيف الخبز يميل لونه إلى الرمادي وتغلب عليه رائحة الخميرة المستخدمة في صناعته ، ويحوي في أجزائه بعض قطع العجين القاسية ، هذا الواقع أثار تساؤلات المواطنين ، حيث أجمع الكثير منهم على رداءة صناعة الرغيف في أغلب الأحيان ، وأشارت السيدة أم سامر /ربة منزل/إلى أنها تعتمد في الغالب على الخبز السياحي وخبز الصاج لأن اولادها لا يرغبون الخبز الآلي ، فهو يتفتت بين يديها ، ولفت السيد كمال الى تفاوت مواصفات الخبز بين المقبول ودونه وأحياناً يكون جيداً وهذا التفاوت يدل على أنه يمكن تحسين مواصفاته فلماذا يبقى هكذا ؟
السيد حسان أكد أن رغيف الخبز في المخابز الآلية لا يمكن وصفه الا بالردئ يميل لونه إلى الرمادي وتغلب عليه رائحة الخميرة المستخدمة في صناعته وبعد ساعتين من الحصول عليه يصبح مفتتاً لا يصلح للأكل ، بينما نرى أن مادة الخبز في باقي الأفران الخاصة والتي تعمل بنظام الإشراف نوعيتها جيدة ، لذلك ندعو المعنيين أن يأكلوا من عينة خبز عشوائية وليست منتقاة ليتنبهوا ويعيدوا النظر بصناعة الخبز في هذه المخابز فهل يفعلون ذلك؟
المواطن عماد أشار إلى انه في السابق كانت المخابز تضع اللوم على المعتمدين وطريق نقلهم للمادة بصناديق بلاستيكية أو سيارات مجهزة برفوف لنقل الخبز من المخابز وإيصاله للمواطنين بجودة جيدة وعدم نقله بسيارات سياحية ولكن اليوم بعد إلزام المعتمدين بطريقة النقل المشار إليها آنفا ، الواقع لم يتغير ولم يتحسن الرغيف وهذا يدل على ان العيب في صناعته وليس في طريقة نقله ، مدير فرع السورية للمخابز في السويداء علاء مهنا أشار إلى أن جودة الرغيف جيدة وفق الامكانات المتاحة ، ونعمل بكامل الطاقة الإنتاجية وتجري متابعة عمليات إنتاجه بشكل لحظي ، وتردنا ملاحظات من قبل المواطنين بخصوص جودته ، ونحن بالمخبز على استعداد لأي زيارة مفاجئة للاطلاع على مراحل إنجاز الرغيف ، رغم أننا نعمل وفق خطوط إنتاج قديمة عمرها أكثر من 20 عاماً ، ونقوم بإجراء صيانتها وفق إمكاناتنا ، لافتاً إلى أن جودة الرغيف تتعلق أيضا ببعض المعوقات وأهمها المواد الأولية المستخدمة ، والدقيق المورد وفق نوعية الأقماح المستخدمة ، حيث نقوم بالتعامل مع دقيق عمره يوم أو يومان ، والمواصفات القياسية تتطلب إراحة الدقيق مدة 18 يوماً ما ينعكس سلباً على الجودة المنتجة ، كما أن وصول الرغيف يرتبط بطبيعة الناقل حيث يفترض تجهيز سيارات نقل المعتمدين بالرفوف والصناديق منعاً لتكديس الربطات.
وحمّل مدير فرع المؤسسة السورية للمخابز لجان الأحياء مسؤولية عدم وصول مادة الخبز إلى مستحقيها من حيث الكميات والأسعار نتيجة لعدم المتابعة للمعتمدين ، الذين تم زيادة عددهم إلى 225 معتمداً في مدينة السويداء بناء على مقترح من تلك اللجان ما أدى إلى حصول خلل واضح وزاد الطلب على المادة يومياً .
وقد اتخذ فرع المؤسسة جملة من الإجراءات لضمان نقل الخبز من قبل المعتمدين بشكل جيد وتنظيم عملية توزيعه ، من بينها التعميم على جميع المخابز الآلية العاملة بنظامي الإدارة والإشراف بالمحافظة لوجوب التأكيد على جميع المعتمدين لتأمين صناديق بلاستيكية أو سيارات مجهزة برفوف لنقل الخبز من المخابز وإيصاله للمواطنين بجودة جيدة وعدم نقله بسيارات سياحية تحت طائلة إلغاء الاعتماد في حال عدم التقيد بذلك ، إضافة للتنسيق مع الوحدات الشرطية لتكليف عناصر منها للوجود في الأفران أثناء توزيع الخبز لتنظيم عملية التوزيع والبيع بشكل يومي ، و التعاون مع ممثلي الوحدات الإدارية ولجان الأحياء لمتابعة المعتمدين لضمان وصول المادة لمستحقيها بالشكل الصحيح من حيث الكميات والسعر التمويني المحدد
كما يعاني فرع السورية للمخابز في السويداء حسب مهنا من عدة معوقات تؤدي بنتيجتها إلى تردي صناعة الرغيف ، أبرزها أن مخبز مدينة صلخد بحاجة لعملية ترميم بالكامل من الآلات وحتى البناء ، ومخبز مدينة شهبا بحاجة لإعادة تأهيل أيضا للخطوط التي تستنزف النفقات للإصلاح والصيانة ، إضافة لقدم خطوط الإنتاج في المخابز العاملة بنظام الإدارة ، الأمر الذي يؤدي إلى الحاجة الدائمة لأعمال الصيانة وزيادة النفقات المالية اللازمة ، وقلة الاعتماد المالي المخصص لصيانة الآلات وشراء قطع التبديل ، الأمر الذي ينعكس سلباً على استمرار العمل والحصول على رغيف خبز مطابق للمواصفة المحددة . إضافةً إلى قلة اليد العاملة وعدم وجود الخبرات المطلوبة وخصوصاً الفنية منها ، وذلك بسبب طبيعة العمل الصعبة ، وتدني الأجور مقارنة بالأجور التي تمنح للقطاع الخاص ، فعلى سبيل المثال يتقاضى العجّان في القطاع الخاص مبلغاً لا يقل عن أربعة إلى خمسة آلاف ليرة في اليوم ولا تتجاوز ساعات عمله 4 ساعات ، بينما في القطاع العام يعمل العجان أو العامل الفني وعمال خطوط الإنتاج ما لا يقل عن 14 ساعة عمل بمبلغ لا يتجاوز 1500 ليرة وهو من الأسباب التي تؤثر سلباً في العمل وتؤدي في النتيجة إلى عدم وجود الخبرات وعزوفها عن العمل في القطاع العام .
ولفت مهنا إلى وجود معوقات أخرى أيضاً منها قلة أجور العمال المياومين وعدم شمول أجورهم بمرسوم السيد الرئيس الأخير الذي حدد الحد الأدنى للأجور بمبلغ 47675 ليرة ، بينما مازال العمال المياومون يتقاضون 36 ألف ليرة ، وكذلك قلة الحوافز الإنتاجية ، إضافة إلى تأثر نوعية الرغيف المنتج بنوعية الدقيق المستخدم ، ووجود خلطة دقيقة ، حيث يختلف نوع الدقيق الوارد إلى المخابز حتى من النوع نفسه حسب نوع الأقماح الموردة للمطاحن المستجر منها الدقيق ، الأمر الذي ينعكس على جودة الرغيف.
وكان فرع السورية للمخابز عمل على إلغاء اعتماد سبعة معتمدين لمادة الخبز الأسبوع الماضي ، وذلك بسبب عدم التزامهم بالبيع وتوزيع المادة ضمن الأحياء المخصصة لاعتمادهم، وضبطهم يتاجرون بمادة الخبز وقيامهم ببيعها لتجار الخبز والمطاعم وعلفاً للحيوانات.
يذكر أن عدد المخابز العاملة في فرع المؤسسة السورية للمخابز في محافظة السويداء يبلغ 8 مخابز موزعة بين 4 مخابز تعمل بنظام الإدارة في السويداء و عتيل وشهبا وصلخد ، و4 مخابز تعمل بنظام الإشراف في قنوات والقريا والمزرعة والثعلة ، وتبلغ المخصصات اليومية من الدقيق للأفران العاملة بنظامي الإدارة والإشراف حوالي 100 طن ، والأفران الخاصة 71 طناً ، والفرع بحاجة زيادة 5 أطنان يوميا لتغطية الطلب المتزايد