الثورة – عبد الغني العريان:
وصلت إلى مطار حلب الدولي اليوم، طائرات قطرية محمّلة بمعدات وآليات مخصصة في استجابة عاجلة لمواجهة تصاعد موجة الحرائق في ريف محافظة اللاذقية، ودعم عمليات الإطفاء الجارية في المنطقة المتضررة.
شملت المساعدات مروحيتين مخصصتين للإطفاء الجوي، وعشر سيارات متنوعة بين آليات إطفاء وسيارات بيك آب للدعم اللوجستي، بالإضافة إلى فريق متخصص من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي “لخويا”.
حظيت المبادرة القطرية باستقبال رسمي في مطار حلب الدولي، وكان عدد من المسؤولين في استقبال الفريق القطري، وتم تأمين جميع المستلزمات اللوجستية اللازمة للفريق، الذي توجه مباشرة إلى ريف محافظة اللاذقية للمساهمة في العمليات الميدانية الجارية لمكافحة الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الأراضي والغابات.
تمثل الآليات والمعدات القطرية الواصلة إلى الأراضي السورية، دفعة نوعية في جهود دعم قدرات فرق الإطفاء السورية، ومن المتوقع أن يكون لها دور محوري في احتواء النيران والسيطرة عليها في المناطق الصعبة التي يصعب الوصول إليها بالمعدات التقليدية.
ومن جهة أخرى، تشارك في جهود الإخماد عدد من الفرق الدولية، تشمل فرقاً من الأردن وتركيا ولبنان، إلى جانب الطواقم السورية، في إطار تعاون إقليمي موسّع وصفته الجهات الرسمية بـ”الشامل” لمواجهة الأضرار الناجمة عن الحرائق.
وأشارت وزارة الكوارث السورية إلى أهمية هذه المساهمة في وقت حساس للغاية، إذ تواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة بفعل اتساع رقعة الحرائق وصعوبة التضاريس وكثافة الغطاء النباتي في المناطق المتضررة.
وتأتي مشاركة الفريق القطري المتخصص لتعزيز التنسيق مع الفرق الميدانية السورية والدولية، من خلال توفير الدعم الفني والخبرة المتخصصة في التعامل مع الحرائق واسعة النطاق، كما أن المروحيتين المخصصتين للإطفاء ستشكلان عنصراً فارقاً في عمليات التبريد والسيطرة على بؤر النيران المنتشرة في أعالي الجبال والمناطق الوعرة.
وتستمر الحرائق في التهام أجزاء من غابات ريف اللاذقية، في ظل ظروف مناخية صعبة تساهم في سرعة انتشار اللهب، مثل درجات الحرارة المرتفعة ونشاط الرياح، وقد سببت هذه الحرائق أضراراً كبيرة على المستويين البيئي والسكاني، قبل تسجيل حالات نزوح لعائلات من المناطق المتاخمة، إلى جانب تضرر مساحات واسعة من الغطاء الحراجي، ما يشكّل تهديداً مباشراً للتنوع البيئي في المنطقة.