الثورة:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تواصل العمل والتنسيق مع الحكومة السورية ومع الأطراف الدولية الفاعلة لمواجهة تحديات المنطقة، مشيراً إلى أن نهاية “مرحلة الإرهاب” باتت وشيكة، وأن مستقبلاً أكثر استقراراً يلوح في الأفق.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، حيث قال: “نحن نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا من الدول المعنية، وأعتقد أن نهاية الإرهاب باتت قريبة، وأن الأخوّة ستنتصر في النهاية”.
وأضاف: “اليوم، ومع تراجع الإرهاب، بدأت ملامح تركيا القوية والعظيمة في الظهور بشكل أوضح”، في إشارة إلى التطورات الميدانية الأخيرة، خصوصاً بعد إعلان مجموعة من عناصر حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم في منطقة السليمانية شمالي العراق، ضمن خطوة وصفها مراقبون بأنها تحمل بُعداً سياسياً رغم رمزيتها.
وشدد أردوغان على أن تركيا تراقب عن كثب كل المبادرات التي تهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء، وإنهاء آلام الأسر، وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والتفاهم، مشيراً إلى أن بلاده ترى في إنهاء الإرهاب مدخلًا لبناء شرق أوسط آمن ومتصالح مع نفسه.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من خطوة رمزية اتخذها عدد من عناصر حزب العمال الكردستاني، بتسليم أسلحتهم في منطقة السليمانية شمالي العراق، في مؤشر اعتبرته مصادر تركية بداية لتراجع نشاط التنظيم في المنطقة، بعد عقود من الصراع مع الدولة التركية.
وأضاف أردوغان: “نعيش فجر مرحلة جديدة في تركيا والمنطقة، حيث ينحسر خطر الإرهاب، ونقترب من عهد تنتهي فيه آلام الأمهات وسنوات النزوح والدماء”.
وتشير هذه التصريحات، التي لم تكن معزولة عن التحولات الإقليمية، إلى رغبة تركية في إعادة ضبط علاقتها بالملف السوري في ضوء التقارب الأمني والسياسي الجاري مع حكومة الرئيس أحمد الشرع، بعد سقوط نظام الأسد، وبدء مرحلة إعادة بناء الدولة السورية.
وتعكس مقاربة أنقرة الجديدة سعياً لإعادة تموضعها إقليمياً، خاصة في ظل اتساع نطاق التعاون الثلاثي بين سوريا وتركيا وعدد من دول الجوار، وسط رغبة واضحة لدى أنقرة بلعب دور في ملفي إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، بالتوازي مع إنهاء التهديد الذي تمثله الوحدات الكردية المسلحة قرب حدودها الجنوبية.