الثورة- نور جوخدار:
انطلقت اليوم فعاليات ملتقى فرص العمل المخصص للأشخاص ذوي الإعاقة بدمشق، تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبتمويل من وزارة الخارجية الفنلندية.
وقالت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات في كلمة الافتتاح: “نحن لسنا ما نملكه، بل ما نصنعه بإرادتنا.. بهذه الكلمات نفتتح اليوم لقاءً يحمل روحاً جديدة ومهمةً واضحة. اليوم، نبدأ عملاً حقيقياً، نطلق فيه الإرادة، نوسّع الأمل، ونبني الفرص. نحن هنا لنعيد صياغة العلاقة بين العمل والكرامة، بين المواطن والدولة، بين القدرة والمسؤولية.”
وأضافت: وجود الوزارة اليوم بينكم هو التزام مباشر، وموقف واضح كي نعمل سوية من أجل التغيير، ومن أجل ترسيخ حق العمل والمشاركة، وحق كل فرد في هذا الوطن بأن يكون شريكاً فاعلاً في مستقبله، مضيفة: ذوو الإعاقة، هم اليوم أصحاب قوى حقيقية هم روح الوطن، وهم الذين صمدوا وتجاوزوا التحديات، وواجهوا واقعًا قاسيًا بإيمان لا يهتز، منهم من تأذى في الحرب ومنهم من فقد الكثير، لكنهم وهذا الأهم لم يفقدوا أبداً إيمانهم بأن لهم دورا وحقا ومستقبلا.
وأكدت أن الوزارة تعمل على تمكين الإنسان وبناء سياسات تليق بكرامته وإطلاق طاقاته وتغيير القوانين التي لم تعد تعبر عن الواقع ولا تنصف الجميع، إضافة للالتزام بإطلاق برامج تدريب مهني مبنية على احتياجات السوق، وخلق شراكات حقيقية مع القطاع الخاص، لتأمين فرص عمل تحفظ الكرامة.
وأشارت إلى أن الوزارة تعمل أيضاً على دمج قضايا ذوي الإعاقة ذوي الهمة والارادة في صميم السياسات الوطنية، ودفع عجلة الإصلاح القانوني لتكون القوانين أكثر عدلاً وإنصافاً وشمولاً وجرأة في انصاف الجميع وتوسيع الحماية الاجتماعية لتكون عادلة وشاملة وإنسانية.
لفتت إلى أن هذه اللقاءات ليست مجرد خطوات رمزية، بل تحرك عملي نحو التمكين من اللينكدين إلى التدريب على المهارات الشخصية وصولا لفرص التوظيف عبر منصة العمل التي تم انشاؤها و اليوم نفتح الطريق أمام المشاركة الفاعلة.
من جهته، قال المدير القطري للمنظمة الفنلندية للإغاثة في سوريا والأردن مازن خزوز،: إن ملتقى ذوي الإعاقة يأتي اليوم كثمرة لفترة طويلة من التحضير والعمل، وتعبيرا لالتزامنا المشترك بقيم العدالة والكرامة الإنسانية. هذا اليوم ليس مجرد منتدى للتوظيف، بل مساحة أمل حقيقية، بأن تتحول التحديات إلى فرص، والفرص إلى واقع.
وأضاف: نحن لا نتحدث عن أشخاص من ذوي إعاقة، بل عن أصحاب همم ومهارات وطموحات، لهم الحق الكامل في نيل فرص متساوية لحياة كريمة، ونحن في المنظمة نؤمن بأن لكل إنسان الحق في العمل والعيش بكرامة، وما نقوم به اليوم ليس منحة أو فضلًا، بل استحقاق طبيعي لأصحاب الهمم.
وأشار إلى أن أكبر التحديات تكمن في التوظيف ضمن القطاع الخاص، مبيناً أن أكثر من 45 جهة من مؤسسات القطاع الخاص والعام والمنظمات تشارك اليوم في الملتقى، وقد تم الالتزام بتوفير130 فرصة عمل لذوي الإعاقة، موضحا أن الملتقى يوفر أكثر من 470 فرصة تدريب عبر الجهات المشاركة.
وأكد ان ما يجري اليوم هو بداية، لا نهاية. بداية لشراكات دائمة، ولمجتمع وسوق عمل أكثر عدالة.
ويهدف الملتقى الذي يعقد على مدى يومين إلى تعزيز فرص التوظيف الدامجة من خلال توفير منصة مباشرة للتواصل بين الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوى الاعاقة وجهات من القطاع العام والخاص والمنظمات غير الحكومية المستعدة لتوفير فرص عمل لهذه الفئة من المجتمعات المحلية في سوريا.
وتأتي أهمية هذا الملتقى كاستجابة ضرورية لحاجة ملحة، خاصة في ظل إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تشير أن 47 بالمئة من سكان سوريا لديهم نوع من أنواع الإعاقة، بواقع 24 بالمئة من الذكور و23 بالمئة من الإناث، ويُعزى هذا الارتفاع الكبير في النسب إلى تداعيات الحرب ومخلفاتها، التي تركت أثاراً جسدية ونفسية عميقة على شرائح واسعة من المجتمع.
ويشارك في الملتقى 50 شركة خاصة ومنظمة غير حكومية، لديها الاستعداد لتوفير فرص العمل دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من الدرجات الخفيفة إلى المتوسطة، وتشمل هذه الفرص وظائف لحملة الشهادات الجامعية والدبلوم والثانوية العامة، ما يعكس تنوعاً في الخيارات المهنية المتاحة.
ويتضمن الملتقى ورشات تدريبية تهدف إلى تعزيز جاهزية المتقدمين للانخراط في سوق العمل منها دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، مهارات كتابة السيرة الذاتية، التحضير المقابلة العمل، الذكاء الاصطناعي وسوق العمل، وبناء ملف مهني احترافي على منصة لينكدين البيئة القانونية والتشريعية لمواسمة بيئة العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، والسلامة والصحة المهنية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.