دمج الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في قلب المشهد السريري 

الثورة – بسام مهدي:

رغم صعوبة تفاصيل الحياة اليومية، ينبثق شعاع أمل تقوده كفاءات شابة ترفض الاستسلام، وتحوّل التحديات إلى فرص للابتكار. من مدينة حلب، المدينة التي عرفت الألم كما عرفت النهوض، تكتب المهندسة اعتزاز أبو العظام قصة نجاح جديدة، تُعيد رسم ملامح التعليم الطبي والرعاية الصحية في سوريا، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في قلب المشهد السريري.
في مشاركتها الأخيرة ضمن مؤتمر الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، قدّمت المهندسة محاضرة استثنائية بعنوان: “حين حاولت مهندسة أن تنقذ روحاً… فكتبت خوارزمية”، حاملةً معها رسالة واضحة: الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية علمية، بل أداة بقاء في مجتمعاتنا المنهكة.
رغم حلمها القديم بأن تصبح طبيبة، اختارت اعتزاز أن تكون “العقل خلف الأداة”، ووجدت في عالم البرمجة والمعادلات التقنية نافذة لإحداث فرق حقيقي في حياة المرضى. تقول في حديثها المؤثر:
“قد لا أكون طبيبة، لكنني أعمل على خوارزمية تُنقذ، ومنصة تُعلّم، ومساعد ذكي يُخفف الألم.”
رحلتها المهنية تبلورت من خلال تعاونها مع الكوادر الطبية في مركز نبض الحياة بحلب، بدعم من شخصيات طبية بارزة كالدكتورة لمى كادورة، والدكتور أحمد غزال، والدكتور مراد نيازي، حيث وجدت البيئة الحاضنة لتطبيق أفكارها في الواقع الطبي السوري.

“نبض”..عندما يتحدث الذكاء الاصطناعي بلغة الطبيب

من أهم مشاريعها، برزت منصة “نبض”، كأول نظام متكامل في سوريا يوظف الذكاء الاصطناعي في دعم القرار الطبي والتعليم السريري.
المنصة تقوم أولاً، بتحليل بيانات المرضى والتنبؤ بالمضاعفات.
ثانياً، تدريب طلاب الطب على التفكير الإكلينيكي باستخدام سيناريوهات ذكية.
ثالثاً، بناء مساعد ذكي ثلاثي الأبعاد يُحاكي شخصية الطبيب في تواصله مع المريض.
رابعا، تقديم استشارات فورية مدعومة بالمراجع العلمية.
ليس ذلك فحسب، بل تمكّن الحضور في المؤتمر من خوض تجربة واقعية عبر نظارات الواقع الافتراضي، إذ أدخلوا بيئات طبية تفاعلية تحاكي غرف العمليات، وتعزز التعلم بالأداء الحسي.

من رحم الأزمة تولد المنصات

في بلد يعاني من ضعف البنية التحتية، ونقص التجهيزات الطبية والتعليمية، استطاعت ابو العظام تحويل العوائق إلى أدوات للإبداع. أنشأت مختبرات تشريح رقمية، طوّرت محاكاة جراحية تفاعلية، وأسهمت في بناء مساعدين افتراضيين يعملون جنباً إلى جنب مع الطاقم الطبي، مما يُخفف من ضغط العمل ويحسّن جودة الرعاية.

نداء للمستقبل

في ختام كلمتها، وجّهت المهندسة ابو العظام نداءً يحمل بُعدًا وطنيًا وإنسانيًا، قالت فيه:
“من قلب حلب..بدأنا. وما زالت الرحلة مستمرة نحو طب أذكى، بإنسانية أعمق.”
في ظل ما تمرّ به سوريا من ظروف، فإن مبادرات كهذه تفتح أفقًا جديدًا نحو تحقيق السيادة الرقمية الصحية، وتعزيز الاعتماد على الكفاءات الوطنية. ما قدّمته المهندسة  هو نموذج يُثبت أن التحول الرقمي ليس حلمًا بعيدًا، بل مشروعا وطنيا يجب دعمه، وتعميمه، والبناء عليه.
أخيراً.. رغم الصعوبات، تولد الابتكارات. ومع استشراف المستقبل، يُكتب الأمل بشيفرات الذكاء، في سوريا ما زالت العقول تشتعل، والقلوب تؤمن بأن المستقبل يصنعه أبناء هذا الوطن، من حلب، إلى حيث يُرسم الأفق.

آخر الأخبار
في حادثة صادمة.. فصل طالب لضربه مدير ثانوية في درعا "الطوارئ" :  2000 حادث سير منذ مطلع العام و120 وفاة جلسة مجلس الأمن: دعوات لرفع العقوبات ودعم العملية السياسية في سوريا رئيس الوزراء القطري والمبعوث الأميركي يبحثان سبل دعم سوريا الهلال الأحمر القطري يطلق مشروعاً إنسانياً لإنقاذ مرضى الكلى في سوريا سجن المزة العسكري .. تاريخ أسود من القهر والتعذيب الاعتماد الصحي يدخل الخدمة .. وزير الصحة ل " الثورة " : ضمان الجودة والسلامة في الرعاية الصحية "المفوضية الأوروبية": على أوروبا الاضطلاع بدور فعال في دعم سوريا المصارف.. انكشاف مالي عابر للحدود تصدير 89 براداً من الخضار والفواكه إلى الخليج في 4 أيام الشفافية الدبلوماسية على لسان " الشيباني "  بدعم من "يونيسف".. "السويداء" تطلق أعمال ترميم ست مدارس ارتفاع الأسعار مرض اقتصادي يترقب العلاج! كيف حوّل النظام المخلوع مدارس ريف دمشق إلى ثكنات عسكرية؟ توسيع الطاقة الاستيعابية في المدينة الجامعية بحلب لجنة فنية  لدراسة الاعتراضات على المخططات التنظيمية بحلب تفاوت أسعار الأدوية بحلب.. غياب للرقابة والنقابة لا تجيب..! الإنارة في دمشق ..حملات صيانة لا تلامس احتياجات الأحياء 10 آلاف مستفيد من خدمة "شام كاش"  في "بريد اللاذقية" الأمن الداخلي يُعلن التحرك بحزم لإنهاء الفوضى في مخيم الفردان