الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
لم تكن روسيا، في نهاية القرن التاسع عشر، دولة لها حضور في الثقافة العالمية. وكان الغرب العنجهي، يعدها دولة إقطاعية متخلفة. وفي لحظة خاطفة، يعلن الغرب أن روسيا دولة عظيمة، لأنها أنجبت دوستويفسكي وتولستوي. فالأدب الذي كتبه هذان الكبيران، فاق ما قدمه الغرب، وجعله يعلن تفوق روسيا. وهكذا فقد أصبحت روسيا على الخارطة العالمية للفن والأدب، وصار الغرب يتحدث باحترام شديد عن العبقرية الروسية.
وقبل سنوات قليلة، عانت فنلندا من تردي التعليم، ونقص المهارات الإبداعية، فما كان من القائمين على التعليم، إلا أن زادوا دروس الإبداع الفني على حساب الرياضيات والفيزياء. وكانت النتيجة مذهلة بغضون عشر سنوات. لقد قفزت فنلندا قفزة نوعية، وهي تعد الآن الدولة الأولى عالمياً في مجال التعليم، وأصبحت أنموذجاً يحتذى للتطور والتقدم العلمي.
إضافة إلى ذلك، فقد نشط الإبداع بين أبناء الجيل الجديد، ما أدى إلى ارتفاع في الدخل القومي، وبالتالي انتعاش في مستوى المعيشة.
روسيا القرن التاسع عشر، وفنلندا القرن الواحد والعشرين، أنموذجان يؤكدان على أن الفن يرفع من قيمة الحياة معنوياً ومادياً، ويعلي من شأن الدول التي توليه اهتماماً كبيراً، يفوق الاهتمام بالعلوم العملية، التي لا يمكنها وحدها بناء دولة، مهما كان اقتصادها قوياً.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء3-11-2020
رقم العدد :1019