الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
يبدو أن المرشح المنتخب للرئاسة الأميركية جو بايدن، سيكون أمامه مهمة صعبة، بحال نيته الوفاء بتعهداته التي أطلقها مؤخراً، لجهة إعادة الاحترام لبلاده، بعدما دمر الرئيس دونالد ترامب العلاقات الدولية، وهذا يتطلب منه البحث عن صيغة وأسلوب مغاير لسلفه الذي نقل بلاده إلى مرحلة متقدمة في دعم الإرهاب وتصديره، ووسع دائرة أعداء بلاده نتيجة حماقته السياسية، وأوصل الاقتصاد الأميركي لمرحلة جديدة غير مسبوقة من الترهل والضعف، كما ساهم نتيجة تراخيه وعدم مبالاته في زيادة مخاطر وباء كورونا في الداخل والذي حصد مئات الآلاف من أرواح الشعب الأميركي.
فهل سيتغير وجه السياسة الخارجية الذي سيرسمه الرئيس المنتخب بعد فوزه بالانتخابات الأميركية ويفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول كبرى أخرى مثل الصين وروسيا فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، يستعيد من خلالها ” كرامة ” أميركا التي دنسها أسلافه، ويضع في مقدمة أولوياته تغيير موقف أميركا إزاء الكثير من قضايا العالم؟ أم أنه سيسير على خطى سلفه بنشر المزيد من ثقافة الحقد والكراهية للسياسة الأميركية؟.
بحسب العديد من مراكز الأبحاث والمحللين المختصين في الشأن الأميركي، إذا أراد جو بايدن النجاح في مهمته، فعليه ألا يرى العالم من وجهة نظر أسلافه، وألا يكتفي بإطلاق التصريحات والوعود البعيدة عن الواقع الحالي الذي يتطلب دون أدنى شك رؤية أميركية خارجية وداخلية تقوم على تحقيق العدالة والمساواة التي شطبت من قاموس أميركا منذ عقود، والعمل على استعادة حقوق الشعوب المغتصبة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وخلق أرضية واضحة لواقع عالمي جديد يحقق العدالة للشعوب التي عانت من الإرهاب الأميركي بعيداً عن المصالح الأميركية الاستعمارية التي كانت منذ عقود فوق كل اعتبار.
فبايدن المنتصر بالانتخابات وفق النتائج غير الرسمية وعد بتوحيد الولايات المتحدة خلال احتفاله ب”فوزه المقنع” بأن يكون الرئيس الذي سيوحد الولايات المتحدة بعد أربع سنوات من الاضطراب والانقسام، وبعد ساعات على إعلان نتائج الانتخابات، دعا أمام حشد كبير من أنصاره إلى عدم معاملة ما اسماهم خصومهم كأعداء. وقال: هؤلاء ليسوا أعداءنا، إنّهم أميركيّون.
وأضاف بايدن في خطاب حماسي في معقله بولاية ديلاوير “أتعهد بأن أكون رئيساً يسعى إلى التوحيد لا إلى التقسيم”.
فيما على المقلب الآخر لم يعترف ترامب الذي تنتهي ولايته الرئاسية في 20 كانون الثاني بهزيمته حتى الآن، وفي رسالة وصفها موقع تويتر بالمضللة زعم أنه حقق انتصاراً سرق منه.
وكتب في التغريدة بأحرف كبيرة فزت في هذه الانتخابات بشكل واسع.
وفي إشارة للأخطار المحتملة التي قد تواجه أميركا في المرحلة المقبلة، حذر سيئ الذكر جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق من الأضرار التي قد تخلفها سلوكيات ترامب، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية انتهت لصالح بايدن.
وبعيداً عن الوعود التي يطلقها بايدن اليوم وأطلقها من قبله أسلافه الذين لم يضعوا سوى المصالح الأميركية وحماية الكيان الصهيوني في المقدمة، فإنه في حال لم يسع الرئيس المنتخب لتغيير النهج الأميركي الحالي والسلوكيات التي خلفت المزيد من المآسي لشعوب العالم وجلبت الحقد والكراهية لأميركا نتيجة العربدة الأميركية، فلن تستطيع أميركا اليوم استعادة ماء وجهها، والنهوض من جديد أمام تنامي موجة العداء غير المسبوق لها ولسياستها.