الثورة أون لاين – ريم صالح:
تصعيد جرائم الاستيطان، واستكمال عمليات تهويد القدس ومسجدها الأقصى المبارك، هو ما تدفع باتجاهه حكومة العدو الصهيوني لمحاولة إنجاز مخططها الاحتلالي التوسعي، الهادف لتهجير ما بقى من فلسطينيين متجذرين في أرضهم، وفق بنود “صفقة القرن”، حيث أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدين لن يكون بطبيعة الحال أقل دعماً من سلفه ترامب للكيان الصهيوني ومشروعه الاحتلالي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض الكيان الغاصب كجزء من المنطقة، باعتباره يشكل الذراع الإرهابي لأميركا وحلفائها الغربيين.
وما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ظهر اليوم الأحد، عن تدشين مستوطنة جديدة في منطقة غلاف غزة، ما هو إلا استكمال لنهج الاستيطان القائم على سرقة ما بقى من أراضي الفلسطينيين، وزرعها بالمزيد من البؤر الاستيطانية لتقطيع الأوصال الجغرافية بين المدن الفلسطينية.
قناة العدو “السابعة”، ذكرت في هذا السياق أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أعلن عن تدشين مستوطنة جديدة في منطقة غلاف غزة، وأشار إلى أن حكومته ستقوم بما سماها تطوير المنطقة الجنوبية، وهي المنطقة المحتلة بمحيط قطاع غزة.
وعلى وقع وتيرة الاستيطان المتصاعدة، يتعرض المسجد الأقصى بالقدس المحتلة لاقتحامات متواصلة من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه، بهدف إغراق المدينة بالمخططات التهودية، حيث يواصل الاحتلال تنكيله بأهالي القدس وحراس المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات، فيعتقل المقدسيين ويعتدي عليهم، ويبعد الكثير منهم لفترات متعددة ويفرض بحقهم غرامات، ولم يكتف بذلك بل صعد حملته عبر مستوطنيه لاقتحام الأقصى، ناشراً العديد من عناصره لحمايتهم ومتيحاً المجال لعربداتهم وحملاتهم التحريضية.
وزارة الأوقاف الفلسطينية أكدت في تقريرها، اليوم الأحد، أن الاقتحامات تركزت خلال أيام ما يسمى”عيد العرش، في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول، تلبية لدعوات متطرفة أطلقتها ما تسمى “جماعات الهيكل المزعوم” لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى، ووزعت تلك الجماعات المتطرفة بيانات في البلدة القديمة وساحة البراق، تدعو لمزيد من الضغط على المصلين والمرابطين والأوقاف الإسلامية، بهدف تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وبحسب الوزارة فقد نصب المستوطنون “معرشات” في منطقة الواد والطرق والأزقة في عقبة الخالدية بالبلدية القديمة وباب العتم المؤدي إلى المسجد الأقصى، وواصلت شرطة الاحتلال تضييق الخناق على المقدسيين، وعزل البلدة القديمة عن محيطها بالكامل، بحيث سمحت فقط لسكانها بالصلاة بالأقصى ضمن إجراءات صارمة.
وأشار التقرير إلى أن شرطة الاحتلال كثفت من تواجدها في شوارع القدس وأحيائها، وحررت المخالفات لمقدسيين بحجة أنهم من خارج البلدة القديمة، وفرضت غرامات مالية على مقدسيين دخلوا للبلدة القديمة ومنعتهم من الوصول والصلاة في المسجد الأقصى.
ويسعى الاحتلال لإغراق المدينة بمخططاته التهويدية، منها ما هو قائم، ومنها ما هو بطور التكوين، كنية الاحتلال إقامة جسر هوائي معلق في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بهدف تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة، والمخطط الخطير الآخر هو “وادي السيليكون وهو من أضخم مشاريع الاستيطان الإسرائيلية، والذي يعد لتنفيذه في مدينة القدس المحتلة، والتي صادقت بلدية الاحتلال على تنفيذه على أنقاض المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز.
وضمن عملية تهويد الأسماء، غيّر الاحتلال اسم منطقة باب العـامود لـما يسمى “هدار وفهداس”، كما يتجه الاحتلال لتحويل باب الخليل مدخلاً رئيسياً للبلدة القديمة وجعل باب العامود مدخلاً ثانوياً.
ورصد التقرير العديد من الدعوات التحريضية ضد المسجد الأقصى ورواده، وواصلت عصابات التطرف تحريضها ضد المسجد الأقصى، والأوقاف الفلسطينية.
وفي إطار الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، أصيب مواطن اليوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل.
وأفادت وكالة”وفا” نقلاً عن مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه المواطن علي سليمان أبو علي عمرو (40 عاماً) من قرية بلي القريبة من مخيم الفوار، بحجة اقترابه من البرج العسكري المقابل للمخيم، ما أدى إلى إصابته في قدمه.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة الجلمة، ونكلت برابع من بلدة اليامون، واقتحمت منزل الأسير نظمي أبو بكر في بلد يعبد جنوب غرب جنين.