الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
بعد نسف الرئيس الأميركي المهزوم والخاسر دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران خلافاً لبقية الدول الموقعة عليه، وفرضه المزيد من العقوبات على جميع من يتعامل مع طهران بمن فيهم الموقعين عليه، أي حلفائه الأوروبيين، يترقب العالم أن تفتتح الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن بعد تثبيته رسمياً رئيساً للولايات المتحدة صفحة أخرى على أساس احترام القانون الدولي والاتفاقيات السابقة المبرمة مع طهران، ولا سيما أن الاتفاق النووي كان ثمرة تعاون مع إدارة أوباما من ” الحزب الديمقراطي”، فهل تفعل ذلك الإدارة الأميركية الجديدة أم تسير على طريق الخراب والتدمير الذي أحدثته إدارة ترامب؟.
إيران التي لم تتنازل لترامب وإدارته قيد أنملة عن حقوقها في الاتفاق رغم سعيه لإعادة التفاوض معها بشكل إفرادي، عبر إرسال رسائل مباشرة أو غير مباشرة، أو عبر التهديد بمزيد من الحرب الاقتصادية عليها، لا تزال تتمسك بموقفها الثابت والوطني والمبدئي والإصرار على إنجاز ما تم الاتفاق عليه ضمن المفاوضات الموقعة والالتزام بما جاء فيها بما يخدم مصلحة الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني دون انتقاص من حقوقه.
ومع التغيرات الأميركية الجديدة والإدارة القادمة إلى البيت الأبيض فإن العمل ضمن الأطر القانونية واحترامها والعودة مجدداً إلى الاتفاق النووي وما تم التعهد به، هو ما يطرحه حديث العديد من مسؤولي العالم وتصريحاتهم بعد أن حاول ترامب الدفع به إلى الوراء، وما عدا ذلك فطهران ليست مستعدة للتفاوض مع أميركا منفردة أو بشكل أحادي، وهو ما أعلنت عنه وأكدته مراراً من قبل جميع مسؤوليها، من أن لا مفاوضات خارج ما تم التوقيع عليه وما تم الالتزام به قانونياً.
وعلى أمل تغيير السياسة الأميركية والعودة لما قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي فإن طهران بانتظار الإجراءات العملية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حيال إيران”، في حال تم الإعلان رسمياً عن فوزه وهو ما عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في تصريحات مع قناة “العالم” اليوم بالقول: إنه لا سبيل أمام الولايات المتحدة سوى احترام تعهداتها والعودة إلى خيار القانون لأن واشنطن هي التي انتهكت الاتفاق النووي”.
ورغم أن خطيب زادة أكد أن الفرق بين بايدن وترامب واضح، لكنه أكد أيضاً أن بلاده تراقب الإجراءات العملية من الطرف المقابل”، مطالباً الولايات المتحدة الكف عن حربها الاقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية”، لأن واشنطن هي من انتهكت الاتفاق النووي ولا يمكنها فرض الشروط، إذ ألحقت أضراراً بمليارات الدولارات بالشعب الإيراني”، مشيراً بأن المفاوضات لا تزال مطروحة ومتاحة بالرغم من أن طريق العودة إليها صعب.
وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، هو الآخر علق على إعلان بايدن بعد فوزه على ترامب، مؤكداً أن العالم سيراقب ما يقومان به في المستقبل، وكتب ظريف على “تويتر” اليوم: “الشعب الأميركي قال كلمته.. العالم يراقب ما إذا كان الرئيس الجديد سيهجر السياسات الكارثية للرئيس المنتهية ولايته ويقبل التعدد والتعاون واحترام القانون”.
وفي تأكيد آخر على ثباتها على موقفها وسعياً لأن تكون المرحلة المقبلة أكثر تعاوناً واحتراماً للقوانين، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني خلال اجتماع الحكومة: “حان الوقت الآن للإدارة الأميركية المقبلة لتعويض أخطاء الماضي واحترام القواعد الدولية والالتزام بالالتزامات الدولية.. إيران تحبذ دوماً التواصل البنّاء مع العالم”.
وبعدما حصل بايدن على أصوات من المجمع الانتخابي مكنته من الفوز، ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما أعلنته وسائل الإعلام الأميركية، هل سيفي بتعهداته بإصلاح ما خربته إدارة ترامب من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والاتفاق النووي أحد تلك الاتفاقيات؟.