الثورة – ترجمة هبه علي:
لقد قامت إسرائيل ببناء شبكة متنامية من المواقع والتحصينات في سوريا ولبنان، ما أدى إلى تعميق المخاوف بشأن احتلال طويل الأمد في أجزاء من البلدين.
تزعم إسرائيل إنها تريد منع أي هجوم مفاجئ آخر عبر حدودها، على غرار الهجوم الذي قادته حماس في تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ولم تُعلن عن مدة بقاء قواتها في أراضي جيرانها، ولكن هناك دلائل تشير إلى أن إسرائيل تبدو مستعدة للبقاء إلى أجل غير مسمى، بحسب ما توصل إليه تحليل بصري أجرته صحيفة نيويورك تايمز.
أقام الجيش أبراج مراقبة، ووحدات سكنية جاهزة، وطرقاً، وبنى تحتية للاتصالات، وفقاً لسكان محليين والأمم المتحدة.
تُظهر صورة التُقطت في كانون الثاني لمنطقة قرب بلدة جباتا الخشب السورية معدات ثقيلة قيد العمل، وجداراً محيطياً بُني حديثاً.
كان أكبر حشدٍ عسكريٍّ واضحٍ في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في سوريا، حيث اتخذت القوات الإسرائيلية مواقعها وأقامت حواجز طرقٍ في جميع أنحاء المنطقة.
كما انتشرت خارج المنطقة – التي أُنشئت بعد حرب عام ١٩٧٣ – داخل سوريا، بما في ذلك على تلٍّ يُطل على قرية كودانا.
وقال عمر طهان، أحد الزعماء المحليين في كودانا: “يقولون إنها مسألة مؤقتة، لكن بناء على ما يقومون ببنائه، يبدو أنهم يستعدون للبقاء لفترة من الوقت”.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلانيت لابز في كانون الثاني موقعاً استيطانياً تم بناؤه مؤخراً ومنطقة تم تسويتها بالجرافات بمساحة 75 فداناً بالقرب من جباتا الخشب.
انتشرت القوات الإسرائيلية في المواقع المهجورة، حيث قامت ببناء تحصينات وأبراج مراقبة خرسانية، بما في ذلك موقع على قمة تل يطل على بلدتي حضر في سوريا ومجدل شمس القريبتين في مرتفعات الجولان.
في أماكن أخرى، تعمل آليات البناء على شقّ طرق وصول إلى المواقع العسكرية، وحفر خط دفاعي على طول خط ألفا، الذي يفصل مرتفعات الجولان عن المنطقة العازلة.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن مهندسيه يُعززون الجدار على طول الحدود في إطار جهوده الأمنية.
لطالما خشيت إسرائيل من هجوم مفاجئ لحزب الله من معاقله في جنوب لبنان. وكجزء من وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يتولى الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة، وهو ما بدأه بالفعل. لكن إسرائيل لاتزال تقصف جنوب لبنان بشكل شبه يومي، متهمةً حزب الله بانتهاك الهدنة.
ولايزال أكثر من 90 ألف شخص في لبنان نازحين، وخاصة من القرى المدمرة على طول الحدود، حيث دمرت العديد من المنازل.
تُظهر صور ومقاطع فيديو التقطتها الأقمار الصناعية قيام إسرائيل ببناء منشآت عسكرية على الجانب اللبناني من الحدود بين البلدين.
وتمكنت صحيفة التايمز من تحديد هذه المواقع الخمسة.
في أحد المواقع، على مشارف بلدة الخيام شرق لبنان تُظهر صور الأقمار الصناعية مساراً يؤدي إلى مبنى مستطيل الشكل يحمل سمات موقع عسكري بُني هذا العام، وتتوقف السيارات والشاحنات داخل المنطقة المسورة.
وتؤكد صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية أيضاً أنه تم وضع كتل خرسانية جديدة وأسلاك شائكة حول هذا الجزء من الجدار الحدودي.
المصدر- The New York Times
