الثورة أون لاين -كلمة الموقع- بقلم مدير التحرير- بشار محمد
من جديد تنجح الدبلوماسية السورية بإحراج الغرب وتعرية الولايات المتحدة الأميركيّة ومن يدور في فلكها وتثبت بالدليل أن الأميركي وأدواته حرصوا خلال عقد من الزمن على تسييس الملف الإنساني في سورية واستثمروا معاناة السوريين وقضية اللاجئين لابتزاز الدولة السورية وانتزاع تنازلات منها على المستوى الوطني والإقليمي.
الدولة السورية بالتنسيق مع الحليف الروسي تضع غداً اللبنة الأولى لحل هذه المسألة الإنسانية من خلال المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين المنعقد بمشاركة عدد من الدول المؤمنة بحتمية حل هذا الملف باستثناء المحتل التركي ودول الغرب والولايات المتحدة التي سعت جاهدة لإفشال انعقاده ليبقى ملف اللاجئين ورقة ابتزاز سياسية للتأثير على الخيارات الوطنية للاجئين فيما يتعلق بمستقبل حل الأزمة في سورية.
انعقاد المؤتمر بحد ذاته في دمشق هو انتصار دبلوماسي داعم ومكمل للانتصارات الميدانية في معركة القضاء على الإرهاب واستعادة كامل الحقوق وهو أيضاً بمثابة انطلاقة لكسر الحصار الاقتصادي الإرهابي المفروض من دول الغرب وأميركا ودعوة عملية لإسقاط العقوبات الأحادية بغية إنجاح مسار عودة اللاجئين وتأمين متطلباته.
قضية اللاجئين نعم هي إنسانية بنظر المشاركين ولكنها بالمفهوم السوري قضية وطنية وتعني كل منزل في سورية ومعالجتها انطلاقاً من الأسباب فإن الجزء الأكبر من اللاجئين هم الذين هربوا من الإرهاب.. من القتل من الخوف وجزء آخر هرب بسبب تدمير البنية التحتية.
الحكومة السورية جادة ومتحمسة لإنجاح هذه الخطوة الوطنية والتي تتطلب حلاً للمشكلة الحقيقية التي تقف عائقاً أمام أي نتاج جوهري للمؤتمر والتي تتمثل بالحصار الغربي المفروض على سورية.. على الدولة وعلى الشعب.
المؤتمر خيار وطني وإنجاحه يصبّ في إطار المصلحة الوطنية العليا وأي مسعى في هذا المسار يساهم في حل الأزمة وتخفيف معاناة السوريين.