الثورة أون لاين-فاتن أحمد دعبول:
لاشك تواجه عملية تقييم الكتابة في مجال الإنسانيات صعوبات جمة في تصميم أدوات فاعلة لقياس قدرة الطالب في الكتابة وأداء المدرس في موضوعات تاريخية وأدبية ونقدية في المنطق والبلاغة والفلسفة والقانون وغيرها.
وللوقوف عند الممارسات الحالية في تقييم الكفاءة بالكتابة قدم د. مهدي العش الأستاذ في الجامعة الافتراضية، جامعة دمشق محاضرة تحت عنوان” الكتابة في العلوم الإنسانية من منظور حركة الكفاءة اللغوية” في مجمع اللغة العربية، قاعة الدكتور أحمد منيف العائدي.
سعى الكاتب في محاضرته إلى تقديم منظور جديد لمهارة الكتابة يعتمد توصيفات الكتابة بمستوياتها المختلفة من المبتدىء إلى المتميز، والتركيز على أعلى مستويين” المتقدم والمتميز” اللذين يمثلان كتابة الطلبة الجامعيين والدراسات العليا من أبناء اللغة وغيرهم.
يقول عضو المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية” أكتفل” إن النظر في عملية الكتابة لابد وأن يتطرق إلى أسلوب اختبار مهارة الكتابة، ولهذا الأسلوب نماذج مختلفة تناسب مستوى الممتحن والغاية من الاختبار.
فعندما يكون الممتحن من أبناء لغته الأساس نجد أن اهتمامه ينصب على درجة التحصيل في مقرراته الدراسية فضلا عن مستوى الكفاءة اللغوية، لأن الامتحان يكون موجها ليس فقط للطالب بل للجهة التي تقوم بالتعليم، ويطلق على هذا النوع من الاختبار” الاختبار التحصيلي” غايته قياس كمية المادة العلمية المكتسبة من المقرر.
وعندما يكون الطالب ناطقا بغير اللغة العربية فيكون التركيز على مستوى كفاءة الطالب في تحقيق وظائف لغوية محددة وفق كفاءته في كتابة العربية، وهنا لايتم الاعتماد على مقرر علمي محدد أو مادة علمية بعينها.
ويصنف د. العش مستويات الكفاءة تبعا للوظائف اللغوية الخاصة بكل منها، فما يستطيع الناطق القيام به من مهام لغوية، وما يفشل بتأديته كليا أو جزئيا هو مايحدد مستوى كفاءته.
أما مستويات الكفاءة فهي” المتميز، المتفوق، المتقدم، المتوسط، المبتدىء” وهذه المستويات تنطبق على سائر المهارات اللغوية مع بعض الاختلاف بما يتناسب مع طبيعة كل مهارة.
ويضيف بدوره: إن لأدوات التقييم الخاصة” بأكتفل” معايير تقييم ثابتة تقاس بها العينة اللغوية المستخلصة من خلال الأداء الكتابي، فبينما تقتصر بعض أدوات الاختبار الأخرى على النسبة المئوية أو الدرجة كمعيار، نجد أن معايير اختبار الكفاءة تحيط بجوانب اللغة كلها” معنى، مبنى، سياق، مفردات ونص”، ولايكون التقييم صحيحا وعادلا إلا إذا أخذ بعين الاعتبار المعايير كافة.
ومن نصائحه للمصحح في مجال التدريب المدرسي على الكتابة من أجل الارتقاء بمستوى كتابة الطالب، فيجملها بالأمور التالية” قيّم بدقة مع بعض الإسهاب، قدم بعض الملاحظات، شجع الكاتب المستحق، قدم النقد البناء بلطف، وتعامل مع الأمانة العلمية بحزم”.
ويختم الكاتب بالقول إن الاختبار كي يكون صالحا وثابتا من الأفضل أن يعتمد على إطار نظري مرجعي، وبذلك تكون اختباراتنا المرحلية أو النهائية والعامة أيضا معتمدة محليا وعالميا لأبناء اللغة وغيرهم، ولكن يجب القناعة بأن التعليم أيضا لابد وأن يعتمد على ذات الإطار، وبذلك تكون العملية التربوية متكاملة من حيث التعليم والتعلم والاختبار.
