همروجة التطبيع .. واستثمار نتنياهو لأزمة الانتخابات الأميركية

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

أكثر ما يميّز سلوك الكيان الصهيوني المجرم الخارج على الشرعية الدولية هو انتهازيته المفرطة واستغلاله الدنيء للظروف ، وخاصة ظروف الإدارات الأميركية المتعاقبة ، لعلمه المسبق أن هذه الإدارات ، جمهورية كانت أم ديمقراطية ستكون في صفه تدعم مشروعه الاستيطاني ونهجه العدواني في المنطقة أياً كانت الظروف ، فرغم همروجة التطبيع التي حاول من خلالها خداع العالم بأنه يسعى نحو “السلام” مع الدول العربية ، إلا أنه لم يتوقف عن نهجه العدواني السافر وبلطجته العسكرية في المنطقة سواء بحق الفلسطينيين أو بحق السيادة السورية ، مستغلاً الفترة الانتقالية التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً ، حيث يستعد رئيس جديد معروف بولائه ودعمه للكيان الصهيوني لاستلام مقاليد الحكم من رئيس انتهت ولايته وكان الأكثر وقاحة في تقديم كافة أنواع الدعم والخدمات غير المسبوقة لهذا الكيان ، إذ يعتقد الإرهابي بنيامين نتنياهو أن ما يفعله في الفترة الانتقالية الأميركية “أزمة الانتخابات ونقل السلطة” سيكون دليل عمل للإدارة القادمة أو أساساً يمكن البناء عليه .
فبالتوازي والتزامن مع الزيارة الاستفزازية التي قام بها مايك بومبيو وزير خارجية أميركا للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل – وهي رسالة داعمة للاحتلال الصهيوني من قبل إدارة تلفظ أنفاسها الأخيرة – كرّر كيان الإرهاب والعدوان الإسرائيلي اعتداءاته المجرمة على السيادة السورية مستهدفاً مواقع عسكرية في القنيطرة وجنوب دمشق ، في حين يشاهد العالم أجمع كيف يمارس الصهاينة شتى أشكال الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني من عدوان وقتل واعتقال وتنكيل ومصادرة أراض ، وبناء مستوطنات على طريق تنفيذ صفقة القرن المشؤومة ، وإجهاض حلم الدولة الفلسطينية المنشودة .
ما يمكن قراءته في السلوك الصهيوني هو محاولة لاستباق تعافي سورية من أزمتها وحربها ضد الإرهاب ومن يقف خلفه من قوى شر وعدوان ، كما أنه محاولة للعب في الوقت الضائع لتحقيق بعض طموحاته ، وتنفيذ ما يستطيع من “الصفقة” المشؤومة ، مستغلاً ـ كما قلنا ـ اهتزاز الوضع الأميركي على خلفية أزمة الانتخابات التي هزم فيها ترامب ، وكذلك الظروف التي تعيشها المنطقة ، والأنكى من كل ذلك أن هذه الممارسات الصهيونية الإرهابية تأتي في ذروة سعي وهرولة بعض الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع المحتل بزعم أنها تصنع “السلام” معه ، وقد كانت أبلغ الرسائل الصهيونية لمن يخدعون أنفسهم وشعوبهم في الأيام الماضية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لن تغير وجهها العدواني الملطخ بالدماء ، ولن تقبل شروط السلام الحقيقي التي تبدأ بانسحابها إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 ، فمسرحية “السلام” المزيفة التي تجري هذه الأيام ما هي سوى سلسلة من تضييع الحقوق العربية وإضعاف الموقف العربي من أجل تمكين الكيان الصهيوني من انتزاع دور متقدم له في المنطقة على حساب هذه الحقوق في إطار مشروعه الاستعماري الكبير .
ما من شك بأن الدعم الأميركي المستمر للكيان الصهيوني هو أكثر ما يشجعه على ارتكاب المزيد من حماقات العدوان ورفع مستوى البلطجة العسكرية في المنطقة ، إلا أن اضمحلال وتلاشي الدعم العربي للحقوق العربية المغتصبة ، وانتقال هذا الكيان الغاصب في نظر بعض الأنظمة العربية إلى خانة “الصديق” وربما الحليف ، قد وفر له أجواء ومناخات مريحة لم يكن يحلم بها للاستمرار في نهجه العدواني ، وقد يقدم على سلوكيات أخطر في المرحلة القادمة ، فقد بلغت الوقاحة والفجور بنتنياهو حد المجاهرة بكل مخططاته ، غير آبه باتفاقيات أو التزامات أو قوانين أو حقوق أو أعراف أو قرارات شرعية دولية ، ففي عرفه وعرف منظومته الإجرامية يحق لكيانه ارتكاب كل ما يحلو له من جرائم وانتهاكات بحق العرب ، لأن حكام هذا الكيان مطمئنون أن لا جهة دولية تستطيع أن تحاسبهم على جرائمهم ، أو حتى لو اعترضت أو احتجت ، ففي ظل الهيمنة الأميركية على القرار الدولي ودأب واشنطن على منع محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق العرب ، سيبقى هذا المجرم طليقاً يعربد متى يريد ومتى وجد مصلحة في ذلك .
غير أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر طويلاً ، فما أن يكتمل انتصار سورية على الإرهاب وداعميه – وهي مسألة وقت – وتتمكن من طرد المحتلين الأميركي والتركي من أراضيها حتى تعود المواجهة مع المحتل الإسرائيلي إلى المربع الأول ، فالجولان سيبقى عربياً سورياً مهما طال أمد الاحتلال ، وأبناؤه الشرفاء لن يتخلوا عنه ولو تخلى عنهم العالم بأسره ، ولا شك أن جبهة المقاومة التي اكتسبت الكثير من القوة والخبرة في السنوات الماضية تعرف تماماً ما الذي يؤلم كيان الاحتلال ويقض مضجعه ، وهذا ما يجعل الصهاينة قلقين أكثر على مستقبلهم ، فالمحتل لا مستقبل له وإن دعمته كل قوى الشر والطغيان ، ولا بد أن يدفع الثمن غالياً مهما طال الزمن

آخر الأخبار
طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران