الثورة أون لاين:
يعاني بعض الناس بشكل متكرر من اضطراب توازن الجسم والشعور بالتوتر والتعب والإرهاق، ويعتبر انخفاض ضغط الدم من أكثر المشكلات الشائعة التي تؤدي إلى هذه الأعراض، ومع أن انخفاض ضغط الدم قد يكون دليلًا على الصحة الجيدة للشخص في بعض الأحيان، وهذا ما نشاهده لدى الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة، إلا أنه قد يشكل مشكلة لدى آخرين، وقد يسبب خطرًا على الحياة في الحالات الشديدة.
ما المقصود بهبوط ضغط الدم؟
ضغط الدم هو قوة دفع الدم ضد جدران الشرايين عند ضخ الدم من القلب، ويكون ضغط الدم الطبيعي للشخص البالغ السليم 120/80 ملم زئبق أو أقل، وقد يختلف ضغط الدم الطبيعي باختلاف الأوقات خلال اليوم، وذلك بالاعتماد على عوامل عدة، من بينها وضعية الجسم إضافة إلى الأدوية التي يستخدمها الشخص، وطبيعة الأطعمة والمشروبات التي يتناولها، والوقت من النهار، فبشكل عام يكون ضغط الدم منخفضا في أثناء الليل، وغالبًا ما يزداد تدريجيًا خلال النهار.
حيث يكون انخفاضًا في ضغط الدم عندما يكون الضغط الانقباضي أقل من 90 ملم زئبق أو الانبساطي أقل من 60 ملم زئبق، ولكن لا نقول إن الضغط منخفض إلا إذا سبب ظهور أعراض تدل على ذلك، لذا لا يشكل انخفاض ضغط الدم دون وجود أعراض مصدرًا للقلق، ولا يحتاج إلى العلاج، إلا إذا حدث لدى كبار السن.
لهبوط ضغط الدم عدة أنواع:
1-انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الانتصابي أو الوضعي): يحدث انخفاض حاد في ضغط الدم عند الوقوف من وضع الجلوس أو عند الوقوف بعد الاستلقاء، وعادة ما تختفي أعراضه خلال عدة دقائق، ويشيع حدوثه بشكل خاص لدى كبار السن، لكنه قد يصيب صغار السن أيضًا.
٢- انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام: هذا الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم بعد تناول الطعام يصيب كبار السن على الأغلب، وغالبًا ما تظهر أعراضه عند الوقوف في غضون أول ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام، وتبدأ هذه الأعراض بالزوال بعد حوالي ساعتين من تناول الطعام.
3- انخفاض ضغط الدم بوساطة عصبية: هذا الاضطراب، الذي يسبب انخفاضًا في ضغط الدم بعد الوقوف لفترات طويلة، غالبًا ما يصيب الشباب والأطفال، ويبدو أنه يحدث نتيجة لسوء التواصل بين الدماغ والقلب.
الأعراض التي تصاحب هبوط الضغط قد لا تظهر عندما يكون الجسم في وضعه الطبيعي، فقد تظهر في أغلب الأحيان عند تغيير وضعية الجسم ومن أهم الأعراض: الدوخة أو الدوار. الصداع. الإغماء، وهو الفقدان المفاجئ والمؤقت للوعي.
خفقان القلب، وهو سرعة نبضات القلب وعدم انتظامها.الغثيان. الشعور بالضعف العام والإعياء. ألم في الصدر. النعاس.
الحمى (حرارة فوق 38.3 درجة مئوية). التقيؤ. سوء الهضم. عسر التبول (تبول مؤلم). عدم وضوح الرؤية. ضعف السمع. الجفاف والعطش غير المعتاد. قلة التركيز وتشتت الانتباه.
الكآبة والتوتر المستمر.
يمكن أن يؤدي انخفاض ضغط الدم الشديد إلى حالة مهددة للحياة تعرف بـ”الصدمة”،
أسباب هبوط ضغط الدم:
المشكلات القلبية – اضطرابات الغدد الصماء – مرض السكري – الجفاف: يعد الجفاف من أهم الأسباب التي تعمل على هبوط ضغط الدم، وذلك لأن الجسم يفقد السوائل الموجودة فيه، ويشعر الشخص بالضعف العام وبالدوار والدوخة ويصاب بالإغماءات، وقد ينجم الجفاف عن التقيؤ، والحمى، والإسهال الشديد، والإفراط في استخدام مدرات البول، وممارسة التمارين الرياضية الشاقة، والإصابة بالحروق.
النزيف – الالتهابات الجرثومية الشديدة – سوء التغذية – تفاعلات حساسية شديدة (فرط الحساسية) – بعض الادوية .
عند وجود الأعراض، فإن انخفاض ضغط الدم المزمن يوجد بشكل عام كأحد أعراض مرض آخر وليس كمرض بحد ذاته، ويعتمد علاجه على علاج المرض الأساسي، ويمكن إضافة الشوارد إلى النظام الغذائي لتخفيف الأعراض (تناول الأطعمة المالحة كالمخللات)، والإكثار من شرب السوائل وكذلك فإن جرعة الصباح من الكافيين يمكن أن تكون فعالة أيضا، كما ينصح باللجوء إلى الرياضة وممارسة التمرينات التي تحفز الدورة الدموية بالجسم، والابتعاد عن القلق والإرهاق الذي من الممكن أن يصيب الإنسان في أثناء اليوم.
وينصح في حالة هبوط الضغط الانتصابي بتجنب القيام بتغيير سريع ومفاجئ في وضعية الجسم، مثل الوقوف فجأة بعد جلوس أو استلقاء، وكذلك تحريك القدمين واليدين حركات بسيطة أو الجلوس لدقائق معدودة تسبق الوقوف إذا كان في وضعية الاستلقاء.
ولتجنب حدوث هبوط الضغط بعد الأكل عند المسنين، يفضل تناول وجبات صغيرة وعديدة بدل وجبات كبيرة وقليلة، وكذلك أخذ قسط من الراحة بعد الانتهاء من تناول الوجبة، مع تجنب تناول الأدوية الخافضة للضغط قبل الوجبة مباشرة، والتقليل من استهلاك الكربوهيدرات.
أما في حالات انخفاض ضغط الدم الحاد، ففي الحالات الخفيفة عندما يكون المريض لا يزال مستجيبًا، يوضع المصاب في وضعية الاستلقاء على ظهره وتُرفع ساقاه للأعلى، وهذا يؤدي إلى زيادة العائد الوريدي، بحيث يجعل الدم متاحًا بشكل أكبر للأجهزة الحساسة كالصدر والرأس.