ربّات منازل في طرطوس يتحدثن عن آثار التقنين الكهربائي الجائر : تعطّلت معظم أعمالنا المنزلية ومعاناتنا تزداد يوماً بعد الآخر
الثورة أون لاين _ فادية مجد:
ترك تقنين الكهرباء الطويل آثاره السلبية على كافة مناحي الحياة في محافظة طرطوس كما في باقي المحافظات السورية ، فمعاناة الناس جراء هذا التقنين الجائر ازدادت بعد أن كانت الكهرباء هي ملاذهم الوحيد في معظم شؤون حياتهم .
ومع هذا التقنين المفاجىء والطويل ازدادت أزمات المواطن مع بداية فصل الشتاء بأجوائه الباردة ، والتي نأمل من الجهات المعنية العمل سريعاً للتخفيف من معاناتهم ، ومعالجة الأمر بالسرعة القصوى ..
وللوقوف على أثر التقنين الكهربائي اجتماعياً على ربات المنازل وأعمالهن المنزلية التقت الثورة أون لاين مجموعة من السيدات … فماذا قلن وبماذا طالبن ؟
_ عبير أم رامي _ موظفة : نمر بوضع استثنائي في ظل انتشار وباء كورونا ولهذا وجود الكهرباء أمر ضروري لنا جميعا للاهتمام بالنظافة الشخصية لأطفالنا ، ومتابعة آخر مستجدات المرض وتطوراته ، وللقيام أيضا بأعمالنا المنزلية من غسيل واستحمام وكي ملابس ، وكلها تعتمد على وجود التيار الكهربائي ، ولكن مع هذا التقنين التعسفي – والذي وصل إلى أربع ساعات وأحياناً أكثر قطع وساعتي وصل وأحياناً أقل وخلال فترة الوصل تنقطع الكهرباء نصف ساعة إضافية – ازادت معاناتنا .
وأضافت بأسى : هذا أمر غير مقبول إطلاقا ؟! فكيف لنا أن ننجز أعمالنا ونهتم بنظافة أطفالنا فالحمام مرتبط عمله بقدوم التيار الكهربائي ؟! وكيف لنا أن نؤمن الدفء لعائلتنا ؟!
فلا كهرباء لنستخدم المدفأة الكهربائية ، ولم نتسلم مخصصاتنا من مادة المازوت بعد … وأسطوانة الغاز لها مدة طويلة لم تصلنا ، وكان اعتمادنا قبل هذا التقنين الطويل في تجهيز أغلب طبخاتنا على الكهرباء … كيف نتدبر أمرنا وكل شؤون المنزل تقع على كاهلنا ، إضافة لتدريس أبنائنا على ضوء اللدات الضعيف بسبب عدم شحن البطارية بشكل كاف والتي نخاف عليها هي الأخرى أن تتعطل وسعرها حالياً باهظ الثمن جداً .
_ المدّرسة الجامعية ريتا علي _ أفادت قائلة : الكهرباء من أهم الأساسيات للمواطن في حياته اليومية ولا يستطيع أحد الاستغناء عنها ، ولكن للأسف بعد عشر سنوات حرب نشهد واقعاً مزرياً للكهرباء ، لايتناسب مع ماحققه ويحققه الجيش العربي السوري البطل على الأرض من انتصارات ، خاصة بعد تجاوز تخريب المجموعات المسلحة للكثير من الشبكات الكهربائية والوصول اليوم الى حالة مستقرة خدميآ وعسكريآ .
ولهذا فمن غير المبرر أن تشهد البلاد هذا السوء في الخدمات الكهربائية وخاصة في فصل الشتاء بذريعة عدم صيانة المحطات في الصيف ، وذلك لأنه من المفروض ان يكون قطاع الكهرباء قد تحسن كثيراً .
وهاهو المواطن يدفع الثمن وآثار التقنين الطويل انعكست سلباً على حياة الجميع ، وشكلت عائقاً كبيراً في إنهاء وتجهيز أمور حياته اليومية ، حتى أصحاب الأعمال والمهن الصغيرة التي تعتمد على الكهرباء تعطلت أعمالهم بسبب زيادة ساعات التقنين الطويلة ، إضافة لتأثير قطع الكهرباء على طلابنا ودراستهم الليلية في ظل تقنين حقيقة هو جائر وغير مبرر كون التصريحات تقول إنه لانقص فيما يلزم كي يكون الواقع الكهربائي أفضل ..
فمن يتحمل اليوم وزر الإهمال ؟ ومن يعين هذا المواطن الذي يحمل أعباء أحنت ظهره من كل صوب ؟
من جهتها _ أمل علي _ موظفة وصفت وضع الكهرباء بالسيىء جداً وقالت : لقد تعطلت أعمالنا وازادت معاناتنا مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي والتي بنظري لا مبرر لها إطلاقا ، فالناس لم تبدأ باستخدام أجهزة التدفئة الكهربائية خلال الأسابيع الماضية بعد ، والاًجواء كانت مقبولة ، ومع هذا تم هذا التقنين الطويل للأسف … فماذا ينتظرنا في الأشهر المقبلة من فصل الشتاء ؟!
وتحدثت أمل عن معاناتها مع تدريس أولادها في ظل انقطاع التيار الكهربائي المجحف ، وصعوبة مناهجهم الجديدة والتي لابد لها من الاستعانة بالنت والبحث في الشبكة وكل هذا الأمر متعلق بوصل التيار الكهربائي .
إضافة إلى أن أعمالهم المنزلية تراكمت ، فالغسيل الأبيض يبقى ليوم ثانٍ حتى ينتهي غسله بشكل كامل ، والحمام الكهربائي لا يصل للحرارة المطلوبة بسبب قصر مدة وصل الكهرباء ( ساعة ونصف ) وبالكاد يستطيع أحد أفراد الأسرة من الاستحمام وعلى عجالة من أمرهم قبل أن تبرد مياه الحمام الكهربائي .
ووصفت حالها بأنها أصبحت في حالة تعب وإرهاق وسرعة لإنجاز أعمال المنزل وتحضير وجبة طعام على سخان الكهرباء قبل قطعها ، فإسطوانة الغاز فارغة عندهم منذ مدة ، مبينة أن اللدات في منزلها بالكاد تعمل وسط أجواء ملل وبرد ومطر ، متمنية من أصحاب القرار النظر بأحوال الناس وتقليص ساعات التقنين فيكفيهم ماهم عليه من ضيق عيش وأوضاع اقتصادية صعبة .
_ ميساء إبراهيم أم علي _ ربة منزل قالت : تنقطع الكهرباء عندنا أربع ساعات ونصف وتأتي ساعة ونصف ، أعمالنا المنزلية لاننجزها ، وأولادنا نحاول أن يدرسوا في الفترة الصباحية في أجواء البرد القارس عندنا في ريف صافيتا فلا كهرباء ولا غاز ، ونستغل فترة مجيء الكهرباء للتدفئة على المدفاة الكهربائية ، فمازوت التدفئة لم يوزع علينا بعد .
وأضافت أم علي : نحاول قدر الإمكان التكيف مع تلك الأوضاع الصعبة ولكن إلى متى ؟!
وختمت أم علي حديثها بالقول : مجيء التيار الكهربائي لوقت قصير يدفع الجميع لاستخدام كافة الأدوات الكهربائية في وقت واحد ، وهذا الأمر يسبب ضغطاً على الشبكة وأخطاراً وأضراراً فادحة لا سمح الله ، متمنية من الجهات المعنية النظر بأحوالهم الصعبة ومعاناتهم جراء هذا القطع الطويل للكهرباء ، والتخفيف من ساعات القطع الكهربائي ففصل الشتاء وبرودته الشديدة لم تحل بعد .