في جولته الاطلاعية على حاضنة دمر التراثية ..السفير الأبخازي بدمشق : نقدر لسورية دورها في دعم بلدنا
الثورة أون لاين – غصون سليمان:
في الحاضنة المركزية للفنون الحرفية التراثية السورية كان لمعالم التاريخ والجغرافية نصيب وفير على طاولة الحاضر والمستقبل، جسور قوية ومتينة بين شعبين صديقين ربطتهما علاقات مودة واحترام وتعاون لأكثر من مائة عام. ففي حاضنة دمر التراثية كان الحبر السوري والأبخازي يوقع بدفء القلوب على اتفاقيات تعاون ،بعضها تم قطف ثماره،وبعضها الآخر قيد التنفيذ والإنجاز.
هذا ما أفصح عنه لقاء الزيارة الاطلاعية التي قام بها السفير الأبخازي في دمشق لحاضنة دمر التراثية أمس بحضور رئيس الاتحاد العام للحرفيين ناجي أجود الحضوة ورئيس مجلس شيوخ الكار المركزي في سورية ، وشيخ الكار لؤي شكو المدير التنفيذي للحاضنة ،ونزار الجبان ممثل غرف الصناعة والتجارة الأبخازية في سورية وعدد من شيوخ الكار لحرف تراثية مختلفة .
وبعد الترحيب بالوفد الضيف عبر رئيس الاتحاد العام للحرفيين عن سروره لخطوات التعاون القائمة بين البلدين والتي رسمت معالمها حكومتا البلدين من خلال اللقاءات والمشاورات بين المعنينين ،وانبثق عنها بروتوكولات مصغرة بين الاتحاد العام للحرفيين وغرف تجارة وصناعة ابخازيا ومنها إقامة البيت التجاري الأبخازي في الحاضنة التراثية وبنفس الوقت الموافقة على إنشاء البيت التجاري السوري في أبخازيا.الى جانب إقامة حاضنة تراثية مماثلة أيضا تعكس عمق التعاون والصداقة بين البلدين ،منوها بدور شيخ الكار لؤي شكو المدير التنفيذي للحاضنة في تنظيم وتطوير عملها ما أو صلها إلى العالمية ، كما كان لممثل غرف التجارة والصناعة الأبخازية نزار الجبان اليد الطولى في توطيد العلاقة بين غرف صناعة وتجارة أبخازيا واتحاد الحرفيين،وأعرب رئيس الاتحاد عن استعداده لنقل هذه التجربة السورية “المنشأة” وهذا الإنجاز الحرفي الصناعي إلى حاضنة مماثلة في جمهورية أبخازيا.
*العلاقات الصادقة:
فيما تحدث السفير الأبخازي في دمشق باغرات خوتابا عن أهمية عمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد لأكثر من مئة عام حيث يعيش في سورية ومنذ زمن بعيد الكثير من شعوب القفقاس،المعروفون “بالشركس”.
ولفت السفير خوتابا إلى الدور الإيجابي الذي عكسه اعتراف القيادة السورية باستقلال جمهورية أبخازيا ،وهذه الخطوة يقدرها كثيرا الشعب الأبخازي وشعوب القوقاز.مؤكدا أنه وبحكم الظروف الصعبة التي تواجه البلدين والشعبين يتطلب منهما التعاون الدائم لتحقيق الفائدة المشتركة.
وذكر سعادة السفير أن علاقته بسورية لا ترتبط بتاريخ افتتاح السفارة الأبخازية بدمشق في ٦/١٠/٢٠٢٠ وإنما تعود لأكثر من خمسة عشر عاما..وأن أخاه يلعب باسم سورية ضمن المنتخب السوري للمصارعة .كما أثنى على العلاقات الجيدة القائمة بين اتحاد الحرفيين وغرف الصناعة والتجارة الأبخازية وماتم إنجازه على صعيد الاتفاقيات الثنائية .متمنيا استمرار التواصل والتعاون والتشاور في جميع القضايا التي تخدم مصلحة الطرفين على جميع المستويات.بعدما تم تبسيط الإجراءات وأصبحت علاقات الطرفين أشبه بعلاقات القربى كما وصفها سعادة السفير ،موضحا أن الأهم بأي عمل يقام بين طرفين هو الثقة المتبادلة، والاندفاع الايجابي نحو التطبيق.
وقال السفير خوتابا إن الاندفاع لتنفيذ أي مشروع بغض النظر عن الاتفاقيات التي تم توقيعها فما يهمنا بحكم العلاقات الصادقة بين البلدين هو توحيد جميع الجهود والعلاقات بما يعكس أثرها على الصعيدين المحلي والدولي.سيما وأن البلدين يتمتعان بتاريخ وثقافات عريقة وعادات وتقاليد غنية ،لذلك نرى جميعا كيف ان الدول الغربية تسعى جاهدة إلى تدمير الإرث الحضاري والثقافي للجمهورية العربية السورية ،لكنه متأكد كما قال “من أن سورية وبأي شكل من الأشكال لن تتركها رعاية السماء، ورحمة رب العالمين”.
*انطباعات:
وحول انطباعات جولة السفير والوفد المرافق له على معظم أقسام الحاصنة التراثية واستمرت ساعتين بين شيخ كار تصنيع الأدوات الموسيقية وتطعيمها بالصدف والموزاييك فراس السلكا،أن السفير الأبخازي أعجب كثيرا بالمنتج الحرفي السوري ،فكل حرفة لها لونها وخصوصيتها خاصة تلك الحرف المعشقة بالصدف والموزاييك ،وأنه وجد فرصة عظيمة يمكن استثمارها في أبخازيا نظرا للأشياء المشتركة بين البلدين ،
فأبخازيا تشتهر بأجود أنواع الخشب الطبيعي وسورية تشتهر باليد العاملة الماهرة والمبدعة ،لذلك راى السفير خوتابا ضرورة أن يتم التنسيق على مستوى عال في هذا المجال وهذه ثمرة من ثمرات الحاضنة ،المتحف الثقافي التراثي،وهذه مرآة سورية ،فمن أراد أن يزورها برحلة زمانية ومكانية عليه زيارة الحاضنة ليرى عن قرب عراقة وأصالة الانسان السوري المبدع.
بدوره أعرب شيخ الكار عدنان تنبكجي أمين سر هيئة المدربين في حاضنة دمر المركزية عن سروره لما تم إنجازه من اتفاقيات فيما يخص التعاون الحرفي بين البلدين ،منوها بنجاح
المعرض الذي أقيم في أبخازيا مؤخرا وحضره الرئيس الأبخازي والسفير السوري في موسكو، حيث عكست الحرف المعروضة ماهية الحرف التراثية المشغولة بدقة من قبل الإنسان الحرفي السوري والذي ترك بصمات جميلة في نفوس الزائرين.
وأعرب تنبكجي عن ارتياحه لما وعد به السفير الأبخازي بإقامة بيت دائم للمنتجات الحرفية في أبخازيا بإشراف الاتحاد العام للحرفيين، وحاضنة دمر المركزية ،إلى جانب إقامة ورشات عمل في أبخازيا بما يسمح الاستفادة من الخشب الأبخازي عبر إقامة مصنع للمنتجات الخشبية، مايساهم في تشغيل اليد العاملة السورية في مجال الحرف المختلفة.
*اعجاب وتقدير:
هذا وفي ختام الزيارة الاطلاعية للسفير الأبخازي للحاضنة التراثية دون في سجل الزيارات انطباعه الخاص متمنيا باسمه واسم الشعب والقيادة الأبخازية أن يعم السلام والازدهار لسورية قيادة وشعبا ،والنجاح في تطوير العادات والمنتجات السورية التي تتمتع بمستوى مهني عال جدا والذي يمكن وصفه بكلمة واحدة بأنه” لايقيم”..
بدوره شكر رئيس الاتحام العام للحرفيين السفير الأبخازي على زيارته الاطلاعية لتعزيز علاقات الصداقة والمحبة والتعاون بين الشعبين الصديقين، والتي أثمرت من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات في مجال التبادل الحرفي والاقتصادي.