الأسواق الشعبية في ضاحية قدسيا .. لم يستفد منها المنتج ولا المستهلك .. بلدية الضاحية : بانتظار الرد من المحافظة لتسوية وضع السوق
الثورة أون لاين – عادل عبد الله:
انطلقت تجربة “الأسواق الشعبية” في المحافظات لكسر واختصار حلقات الوساطة التجارية عبر إتاحة المجال أمام المزارع والمنتج لبيع منتجاته مباشرة للمستهلك بما يحقق مصلحة الطرفين .. الفلاح الذي يحقق أرباحاً أفضل بعيداً عن تجار الأسواق وتغييب دور الوسيط ، بما يحقق للمستهلك فرصة الحصول على المنتج الزراعي والصناعي بعيداً عن مضاربات التجار وأرباحهم المرتفعة .
إلا أن هذه الفكرة أثبتت فشلها وتحول البعض منها إلى مواقف للسيارات ومكب للقمامة ، ومرتع لبعض الحيوانات الشاردة بسبب إهمالها ، وعدم التشجيع واستثمارها بالشكل الأفضل ، إضافة إلى موقفها بالقرب من بعض المحال من بقاليات المستلزمات المنزلية والغذائية والخضار والفواكه .
إضافة إلى أن الوصول إلى تلك الساحات أو الأسواق سيرتب على القاطنين بعيداً عنها أعباء التنقل ، وبالتالي زيادة التكاليف .
وذلك ما يلاحظ في السوق الشعبي الذي أنشئ في ضاحية قدسيا الجزيرة سي3 والذي أصبح متردياً ولم يستثمر للحاجة التي وجد من أجلها .. كما توضح الصور الوضع الذي وصل إليه السوق وضياع التكاليف.. وبالتالي لم يستفد منه المنتج والزراعي والمواطن المستهلك !!
* لم يلب حاجة المواطنين
وفي استطلاع لآراء بعض المواطنين ممن التقيناهم بجوار السوق بيَّن خليل ديرعطاني أن السوق الشعبي الذي أحدث قبل وقت لا بأس به لم يف بالغرض ولم يحقق الغرض الذي وجد من أجله ، وقد تهالكت بنيته لعدم استثماره بالشكل الصحيح ، وأصبح منظره غير لائق ومن الضروري إزالته .. ولم تتم الاستفادة منه من قبل المواطنين نظراً لعدم وصوله للغاية التي وضع من أجلها وهي البيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة لكسر ارتفاع الأسعار .
المواطن عدنان صادق لفت إلى أن القاطنين في ضاحية قدسيا استبشروا خيراً عند إنشاء السوق الشعبي ، ولكن عدم استثماره بالشكل الأمثل جعله من غير فائدة للجميع ولم يلب حاجاتهم والأمر الذي أنشئ من أجله ، مشيراً إلى أنه يجب العمل على تجاوز الملاحظات والعقبات التي ظهرت على أرض الواقع وبما يضمن مشاركة حقيقية للمزارعين والمنتجين لتسويق إنتاجهم ، خاصة أن الأسواق الشعبية خصصت بشكل مجان لتسويق منتجاتهم بما يضمن تخفيف بل إنهاء حلقات الوساطة المادية ، وتقديم السلع بالأسعار المناسبة لدخل المواطنين .
* التجربة لم تصل إلى المرحلة المرجوة منها
وفي رده على سؤال “الثورة” حول واقع السوق الشعبي الذي أحدث ولم يستثمر بالشكل الأمثل في ضاحية قدسيا .. أوضح رئيس البلدية محمد سهيل رحمة أن تجربة السوق الشعبي في هذه المنطقة لم تصل إلى المرحلة المرجوة منها حتى اللحظة ، لأنها لم تشتمل على مزارعين يعملون ببيع منتجاتهم ، وإنما أغلب الباعة كانوا ممن يستجرون بضائعهم من سوق الهال .
ولفت إلى أن هذا السوق أحدث بشكل مؤقت وعلى أرض مخصصة لبناء مدرسة .. حيث تمت إشادته وتنظيمه بناء على كتاب من محافظة ريف دمشق ، وتم العمل على تقديم التسهيلات اللازمة لاستثماره من قبل المزارعين والمنتجين ، لكن لم يتم استثماره بالشكل الأمثل نظراً لبعد المنطقة عن المزارعين بشكل أساسي وصعوبة تسويق منتجاتهم من الخضار والفواكه في هذا السوق .
ونوَّه رحمة بأنه نظراً لعدم الاستفادة من جدوى وجود السوق فقد تهالكت بنيته وأصبح من الضروري إزالته ، لافتاً إلى أنه تم إرسال كتاب إلى محافظة ريف دمشق منذ الشهرين ، وتبيان وضع ووصف السوق وما آل إليه ، وبأنه لم يصل إلى الغاية التي أحدث من أجلها .. ومنذ ذلك الحين فإن بلدية ضاحية قدسيا بانتظار الرد على الكتاب والتعليمات بخصوص هذا السوق من قبل المحافظة