الثورة أون لاين- رفاه الدروبي:
صفق الجمهور الغفير طويلاً للعرض المسرحي “المنديل” حيث دام عرضه مدة نصف ساعة تقريباً فكرة وإخراج بسام حميدي وأداء خاجيك كجة جيان وسماح غانم وقد أبهرا الحضور بأدائهما على مسرح دار الثقافة
قدم العرض لأول مرة سمعي بصري ثلاثي الأبعاد وقد دمج المخرج بين السينما والمسرح والتلفاز وجهزت خشبة العمل بشكل متحرك ومائل كي يستطيع كل جمهور مشاهدته.
لقد احتاج العرض من كادر العمل لمجهود مضاعف وخاصة الخلفية المتحركة والمتوافقة مع عرض الخشبة أدياه ممثلا العمل بشكل راقص وأسلوب إنسيابي رقيق رافقته إضاءة ومقطوعات موسيقية تصويرية أخرى وصوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح بأغنية رجعوني عينك حيث يستعيدان بصرهما ويسيران في فضاء رحب فالنجوم والمجرة والقمر والطبيعة الخلابة في الخلفية والطيور تزقزق وأشعة الشمس الذهبية تغطي الظلال وتأخذ المشاهد لعوالم جميلة نوعاً ما بحركات بهلوانية راقصة وانفعالات نفسية كانت واضحة عليهما لتتبعها مؤثرات صوتية لأمواج البحر المتلاطمة بينما يعودان إلى غرفتها ودقات الساعة تطرق القلوب الوجلة من هول ما شاهداه في الحقيقة المرئية وموسيقا تصويرية ترافقهما بنغمات آلة الجاز تارة والطبلة في أخرى وفق أسلوب مدروس جميل ينذر بالحقيقة المرة ونهاية المطاف يضعان المنديل على عيونهما ليعودوا إلى ما كانا عليه فاقدي البصر.
المخرج بسام حميدي تحدث بأنه قدّم عرضاً مسرحياً ثنائي الأبعاد في العاصمة ولاقى استحساناً من جمهورها لكنه في واسطة العقد اتبع أسلوباً آخر فاتجه بعرض ثلاثي الأبعاد وكان يحتاج للاهتمام التقني أولاً ويليها النص والممثلين ووفق أفكار مترابطة لا يمكن فصل المشهد عن المؤثرات الصوتية لتكون متوافقة مع الخلفية والعرض المسرحي وأبدى اهتمامه بعروض تلقي الضوء على الجوانب الإنسانية وخاصة كيف يفكر ويرى فاقدي البصر. لافتاً بأن العمى ليس البصر وإنما البصيرة إنهم يرون أكثر مما يراه الشخص العادي والمغزى فيه أن الحب لا يكون شكلاً بل ما نحمله في دواخلنا منوهاً بأن الممثلة سماح غانم خريجة العام الماضي معهد الفنون المسرحية ومدرسة الرقص فيه أما خاجيك يدرس في المعهد العالي الموسيقي إضافة أنه راقص والعرض كان من المفترض البحث عن ممثلين يتم تدريبهم على الحركات الراقصة أو الاعتماد على راقصين تعلمه على التمثيل.
مصمم الرقصات نورس عثمان أشار إلى أن الرقص جزء أساسي في العرض للاعتماد على الحركة وإيصال الفكرة بواسطة حركة الجسد واعتبرها تجربة صعبة لاعتمادها على تقنية جديدة فالتصميم يختلف عن بقية العروض مبيناً ما لاقوه من صعوبات في بعض المشاهد بطبيعة الحركة وكيفية إيصالها للجمهور يشعر ويحس بها واستخدم في الحركات الرقص المعاصر بسبب ما يتمتع به من ليونة في الأداء فقدم 6 رقصات واعتبره تجربة جديدة ذات لغة صعبة ولا يشاهده إلا جمهور النخبة وكان يتناسب مع جمهور حمص المثقف.