الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
أثبت أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل مرة تلو المرة أنهم أهل نخوة وكرامة وشرف وأبناء بررة لهذه الأرض الصامدة، عبر التصاقهم وتشبثهم بها وتمسكهم بهويتهم الوطنية وانتمائهم لوطنهم الأم سورية، مؤكدين أن مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ورفضهم لإجراءاته التعسفية ومخططاته الاستيطانية التوسعية ومحاولاته بالترغيب والترهيب لفرض أجندات احتلاله عليهم لن تتوقف أبداً حتى تحقق أهدافها، وأن عزيمتهم لن تفتر حتى يتم تطهير آخر حبة تراب هذه الأرض الطاهرة من رجس الاحتلال وطرد آخر جندي إسرائيلي محتل منها.
ففي سلسلة مواقفهم الاحتجاجية المناهضة والرافضة لمخططات الاحتلال تركيب توربينات هوائية ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية في أراضيهم الزراعية بهدف الاستيلاء عليها، أعلن أبناء الجولان المحتل صباح اليوم بدء إضراب عام وشامل يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم عن بعد والتوجه إلى الأراضي المزمع إقامة المراوح العملاقة عليها “التوربينات” والانتشار فيها لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططها التوسعي في ممتلكاتهم في وقت وقعت فيه العديد من الإصابات بين صفوف أبناء الجولان المنتفضين جراء اعتداءات قوات الاحتلال عليهم بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
هبة أبناء الجولان المحتل وانتفاضتهم المباركة بدأت منذ الصباح حيث بدؤوا بالتجمع عند مقام اليعفوري بين قرية مجدل شمس ومسعدة المحتلتين وانقسموا إلى مجموعات انتشرت في الأراضي المزمع إقامة مراوح عليها من قبل سلطات الاحتلال لمنع آلياته ومستوطنيه من العمل أو المس بأراضيهم الزراعية في تأكيد على استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس في سبيل منع الاحتلال من إقامة مشروعات استيطانية تضر بهم وبصحتهم وبأراضيهم الزراعية ومنتجاتهم ومستقبلهم، حيث لم يعد سراً ما تسببه هذه التوربينات العملاقة من أمراض وأضرار وما تكرسه من واقع احتلالي تسعى حكومة نتنياهو لفرضه مستفيدة من مرحلة انتقالية تمر بها الولايات المتحدة الأميركية حالياً جراء انتخابات رئاسية مثيرة حسمت نتائجها ولكن لم تحسم بعد لجهة الاستلام والتسليم بين الرئيس المنتخب جو بايدن والرئيس المنتهية ولايته الذي لا يزال يرفض النتائج دونالد ترامب.
تقول المعلومات القادمة من الجولان المحتل أن عدداً من أبناء الجولان المنتفضين أصيبوا جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم وما زالت قوات الاحتلال حتى اللحظة مستمرة باعتداءاتها على الأهالي.
ولأن الاحتلال يعلم جيداً أن مشاريعه لإقامة التوربينات الضخمة لن تمر دون مقاومة واحتجاج من قبل أبناء الجولان حيث خبر جيداً عناد وصمود الجولانيين عبر نحو أربعين عاماً من قرار الضم المشؤوم، فقد أغلقت قواته منذ أمس عدداً من المداخل الرئيسة لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد سلطات الاحتلال إقامة التوربينات العملاقة عليها، في الوقت الذي احتشد فيه الأهالي على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاتا ومسعدة لمنع سلطات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم.
وقد عبر أبناء الجولان الشرفاء في اليومين الماضيين عن رفضهم المطلق لهذه الخطوة الاحتلالية الجديدة من قبل السلطات الإسرائيلية وهددوا كل من تسول له نفسه من بينهم القبول بها تحت الترغيب أو الترهيب، بالمقاطعة المجتمعية والدينية ورفض التعامل معه، كما جاء قرار إعلان الإضراب بعد اجتماع للهيئة الدينية والاجتماعية في الجولان السوري المحتل، حيث يتضح تصميم أبناء الجولان القوي على إفشال مخططات العدو هذه المرة كما أفشلوا العديد من مخططاته حين حاول فرض هويته عليهم، ولا شك بأن الاحتلال الإسرائيلي يعرف جيداً بأن خطوة إجرامية مثل هذه الخطوة لن تمر مرور الكرام ولن تكون بدون ثمن، لأن من جُبلوا على الوطنية والكرامة والشرف والمقاومة وحب الأرض لن يضعفوا أو يستسلموا وهم راسخون في أرضهم والاحتلال إلى زوال مهما طال أمده.