الجولان إلى الإضراب الشامل.. وإرادة الحق تنتصر على جبروت الباطل

الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:


بدأ التصعيد الإسرائيلي يأخذ منحى جديداً خلال الأيام الماضية، لاسيما في الجولان العربي السوري المحتل كجزء من الاستراتيجية الإسرائيلية التي تستهدف من جهة بسط السيطرة الكاملة على أراضي الجولان المحتل ضمن السياق الشامل لصفقة القرن، و التي تهدف من جهة أخرى العبث بعناوين المشهد بشكل عام بغية إحداث فالق في الواقع المرتسم يطيح بالقواعد والمعادلات المتجذرة في أعماقه، ويشكل بالتوازي رافعة سياسية لنتنياهو يستطيع من خلالها مواكبة ومواجهة المرحلة المقبلة التي قد تكون عاصفة على كل الأصعدة والمستويات محلياً وإقليميا ودولياً.
المراوح العملاقة التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لإقامتها على أراضي الجولان المحتل تعد بمثابة المرحلة الثانية من مشروع «حقول الرياح»، الذي يسعى العدو الإسرائيلي لإقامته في هضبة الجولان المحتل لتوليد الطاقة البديلة ضمن مخطّط ممنهج لتهجير أهلنا هناك.
وهذا المشروع الإسرائيلي تعود بداياته إلى العام 2009 عندما أصدرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي القرار الرقم 4450، الذي يُلزم بالبحث عن مصادر طاقة بديلة بحيث «تُغطّي بدءاً من العام 2020 نحو 10 في المائة من حاجة إسرائيل إلى الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».
وبناءً على ذلك، وُضعت خطة لبناء 25 مروحة عملاقة لإنتاج الطاقة على أراضي الجولان المحتل في قرى مسعدة، ومجدل شمس، وسحيتا المهجرة، وقد وصفت حكومة نتنياهو ذلك المشروع، بـ«المشروع القومي» في دلالة على أهميته الإستراتجية.
ويعزى سبب هذا الاستشراس الإسرائيلي في تنفيذ مشروع المراوح العملاقة بسبب الفوائد الاقتصادية الكبيرة التي سوف يجنيها كيان الاحتلال من ورائه، إذ إن التوربينات التي يريد العدو الإسرائيلي تركيبها ستولّد سنوياً 152 ميغا واط من الطاقة، ستباع لشركة الكهرباء الإسرائيلية، لتُحقّق أرباحا بملايين الدولارات، هذا بالإضافة إلى أضرارها البالغة على أهلنا في الجولان لاسيما آثارها البيئية والاقتصادية الخطيرة على حياتهم ومزروعاتهم.
في مواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي المتدحرج، تبدو كل الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات والخيارات التي من شانها أن تتصدى لهذا التصعيد وتقف عائقا في وجه المخططات والمشاريع الصهيونية على الأرض التي تحاول فرض واقع احتلالي على أبناء شعبنا في الجولان العربي السوري المحتل الذين يثبتون كل لحظة أنهم متجذرون في أرضهم وصامدون بوجه الاحتلال الإسرائيلي برغم كل الممارسات الوحشية والإجرامية التي ينتهجها الاحتلال بحقهم.

لقد بدأ أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل اليوم إضراباً عاماً في مواجهة هذا المشروع الصهيوني الخطير شمل كل المرافق الحياتية بما فيها تعطيل المدارس والتعليم والتوجه إلى الأراضي المزمع إقامة المراوح العملاقة عليها والانتشار فيها لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططها التوسعي في ممتلكات الأهالي، وبحسب المعلومات الأولية من الأراضي المحتلة فقد استطاع أهلنا في الجولان المحتل إجبار حفارات وآليات الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من أراضيهم، وهذا يجسد في أبعاده حقيقة ثابتة ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يتجاهلها ويجهلها حتى اللحظة وهي أن إرادة الحق هي التي سوف تنتصر مهما كانت توحش الباطل في قوته وجبروته.
وقد خرج أهلنا في الجولان المحتل اليوم، ومنذ ساعات الصباح الأولى، من أجل التصدي لممارسات الاحتلال حيث تجمعوا عند مقام اليعفوري بين قرية مجدل شمس ومسعدة المحتلة وانقسموا إلى مجموعات انتشرت في الأراضي المزمع إقامة مراوح عليها من قبل سلطات الاحتلال، وجاء قرار إعلان الإضراب بعد اجتماع للهيئة الدينية والاجتماعية في الجولان السوري المحتل رفضا لإقامة التوربينات العملاقة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت أمس الأول عددا من المداخل الرئيسة لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد سلطات الاحتلال إقامة توربينات عملاقة عليها في الوقت الذي احتشد فيه الأهالي على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة لمنع سلطات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة