يفاجأ المرء عندما يعلم أن أهم المنشآت الحيوية والخدمية في سورية قد أنشأت من العمل الخيري والإنساني للسوريين فعلى سبيل المثال لا الحصر أغلب المشافي اليوم مثل ابن النفيس والمجتهد والمواساة كانت انطلاقتها وتشغيلها من العمل الخيري الخالص إلى أن جاءت الدولة السورية وأكملت ما كان ينقص وتوسعت وطورت ولم تبخل بأي شي حتى أصبحت هذه المرافق كما هي عليه حاليا.
السوريون لهم باع طويل بالعمل الخيري وهم سباقون على مستوى شعوب المنطقة والجميع يدرك مدى التضحيات التي قدموها مقابل الشعور بالانتماء للوطن وربما العروبة وغيرها من المعطيات التي للأسف لم يدرك منها السوريون المعاملة بالمثل إلا ما ندر من حلف المقاومة، ولعل السؤال الأهم اليوم ماذا عن العمل الخيري ودوره في مساعدة السوريين أنفسهم وقد اشتدت عليهم الظروف والمحن والصعوبات؟.
ولماذا لم نستطع حتى اللحظة أن نعول على العمل الخيري ليسد جزءاً ولو بسيطاً من احتياجات السوريين في الوقت الحالي؟.
حجم العمل الخيري كبير وضخم ولم يتوقف منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، إلا أن الجدوى من الاستفادة منه والتعويل عليه هو لب الخلل ولهذا أعتقد أنه ثمة جملة من الأسباب أولها وجود تقصير من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي لم تنجح حتى اللحظة في فتح خطوط ساخنة مع الجمعيات الخيرية التي تمتلك التمويل، فربما آلية التعامل ليست فعالة ناهيك عن تعاطيها مع هذه الجهات من منطلق الحسيب والرقيب بعيداً عن التشاركية والإدارة الصحيحة.
البعض يتحدث عن غياب الإعفاءات والتسهيلات الممنوحة لاستقدام المواد الإغاثية والإنسانية لا بل فرض الرسوم والضرائب على هذه المواد وكأنها تأتي للتجارة، الأمر الذي جعل الكثير أيضا يعزف عن استمرار هذا النوع من العمل الخيري ناهيك عن حالات الفساد التي مزال أبطالها يبيعون المواد الإغاثية والإنسانية بأغلى الأثمان لتحقيق الأرباح الكبيرة على حساب العملية برمتها.
أعتقد أنه مازال أمامنا فرصة الاستفادة من العمل الخيري في سورية فالبذور والآليات متاحة وهي بحاجة للنية الصادقة وروح التعاون والتنسيق والتشاركية بين الجهات المعنية، والسوريون هم أصل الخير الذي لم يندر عندهم حتى عندما ندر لدى الجميع.
على الملأ – باسل معلا