على الرغم من كل ما يلم بنا من متاعب، ونعبر دروباً وعرة معبدة بالآلام، لكنني ما زلت وسأبقى أرى أن الغد يحمل في طياته مساكب النور والأمل.
قد يقصر الطريق إليه أو يطول لكنه لابد مفض إلى غد نريده ونصنعه ..
مع هذا كله لابد من موجات حزن تنتابك تدفع بك إلى دروب مقفلة ومقفرة تستعيد فيها ما كان، تقرأ محطات فعل هي الثراء بعينه .
هل تصدق أن أباك الذي شق دروباً في الوديان وترك إرثاً من العمل في الأرض سيكون على ما يرام لو يرى ما حل بالشجر والحجر ..
هل تعتقد للحظة واحدة أن شجرة زيتون أهملتها لسنوات ستكون مثقلة بالثمر كما كانت ذات يوم .
لكنك فجأة تستجمع عوامل التسويغ وتقول …كان الزمن غير …كنا نعيش حياة أهل القرية فلاحة وزرعاً وحصاداً .
مع أن الدروب كانت قاسية، لكننا كنا نعرف كيف نعبرها وعلى ظهور الدواب ومعنا مواسم العطاء.
اليوم حتى الدواب لم تعد موجودة والطرقات صارت أثراً بعد عين …تركناها تمحى وتزول .
صارت الارض بوراً وبدأت تبحث عن زيت ومؤونة وغير ذلك وأنت من كان لديكم الفائض..
لكن فجأة تقفز إلى استحضار الأسباب وتكرارها …لم نشق طرقاً زراعية …لم نعمل …الزراعة آخر اهتمام الكثيرين منا ..
لا طرقات ..لا ماء مع أن بحراً من نبع السن يذهب هدراً.
تسأل..ماذا تفعل الجهات المعنية …لماذا نهمل أسباب حياتنا ووجودنا ..
ويمضي بك السؤال إلى أكثر من متاهة لا تريد أن تخرج منها، لكن في أعماقك ثمة صوت يردد ..لمني من وحشة العمر …وهل بعد هذه المتاهة وحشة.
ربما نكون وصلنا ذروة المتاهات واصطدم الرأس بحجر صوان الواقع، لنعود إلى حقيقة أننا نحن المهملون وعلى قاعدة الآباء والأجداد من انتظر زاد غيره طال جوعه.
معاً على الطريق … ديب علي حسن …