الثورة اون لاين – حمص – ابتسام الحسن :
كان لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد في جامع العثمان في السابع من الشهر الحالي أثرها البالغ لما تضمنته من تصحيح لمسار الخطاب الديني وأهمية التربية التي تقوم على صلاح الفرد الذي يشكل لبنة أساسية في بناء المجتمع وضرورة مواجهة الليبرالية الحديثة التي تحاول دس السم في الدسم وخاصة لفئة الشباب لتوجيههم وفق قناعات يريدها الغرب لغايات أصبحت معروفة للجميع .
الشيخ عصام المصري مدير أوقاف حمص حدثنا عن أهمية الكلمة قائلا :إن لكلمة السيد الرئيس في جامع العثمان واجتماعه بأصحاب الفكر الإسلامي دلالة كبيرة عن مكانة المؤسسة الدينية وأهميتها وقيمتها خلال المرحلة الراهنة وهي التي عملت سابقا على درء الفتنة التي جاءت إلينا من الخارج وحاولت إلباس الأزمة ثوب الطائفية ، فالمؤسسة الدينية بفكرها وثقافتها واعتدالها دفنت الفتنة الطائفية وهذا كله كان بتوجيه السيد الرئيس لوزير الأوقاف وأرباب الشعائر الدينية كي يتمكنوا من تأدية مهمتهم في بث الفكر الصحيح عن الإسلام وكلنا يعلم أن الإسلام المعتدل الذي أمره الله يتواجد في بلاد الشام حيث لا يوجد إسلام سياسي أو متطرف على مدى العصور،وأضاف المصري :لفت السيد الرئيس أصحاب الفكر الإسلامي إلى أهمية الفرد باعتباره النواة الأولى في تأسيس المجتمع والأسرة التي تقوم على مبادئ ومقاصد لنشر الأخلاق الفاضلة وليكون المجتمع والفكر معتدلا صحيحا لا تشوبه صفات منفرة كالتي تم التسويق لها في بداية الأزمة وأصبحت مرفوضة حتى في الدول التي سوقت له كدول الخليج الداعمة له لعلمهم أن الأمر كان مبطنا تم دحره بعد أن ظهر للعيان وبقيت ذيوله عند الذين يرغبون في أن تبقى سورية مضطربة ولكن بهمة المخلصين ستعود بلدنا إلى مسارها الصحيح لعنايتنا بالفرد وبالأخلاق التي من نتائجها التهذيب والعقل المنفتح الذي يتقبل الآخر لنبني في النهاية مجتمعا سليما .
حماية الفرد
وعن كيفية حماية الفرد من الاختراق الفكري الذي يتعرض له قال :إن السيد الرئيس أشار إلى أن الفضاء مفتوحا ، ونعاني من التواصل الاجتماعي ولا نستطيع تقييده كما أنه ليس بمقدورنا تقييد أفكار الناس وواجبنا أن نوضح الفكر المعتدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل التواصل المتعددة عبر منابر المؤسسة الدينية وفي الكنائس أيضا لأن معركتنا حاليا هي فكرية عبر الوسائل المذكورة وعلينا تكثيف جهودنا للتصدي لهذه المعركة وأشار إلى أن الفكر العقائدي لا يزول لأن الإنسان مفطور عليه ومهمتنا تتلخص في تهذيب ذلك الفكر وأن نبث الفكر الصحيح وخاصة الفكر الديني وأن نصحح مساره إن اقتضى الأمر حتى يصل الفرد إلى الفكر المعتدل بعقيدته ومن خلال الوسائل المتوفرة حاليا نصحح الأفكار التي شابت العقول منذ زمن طويل ورأى المصري أن نزول السيد الرئيس إلى جامع العثمان هو لوضع الأسس والنواة للانطلاق بهذا المجال .
ورشات عمل
يقول المصري :هناك جهود تبذل من قبل المؤسسة الدينية وورشات عمل تتعلق باللغة العربية والمرأة ودور الفرد إلا أن بعض العقول لا تنصاع بشكل كامل رغم وضوح الرؤية والعمل الدؤوب من المؤسسة الدينية .
وعما يمكن أن نفعله في ظل غياب القانون الدولي والأخلاق الدولية قال المصري :نعترف بوجود بعض الصعوبة وسنعمل على تجاوزها بإرادتنا القوية ولا بد لنا من السير بخطوات مدروسة لأن نطاق عملنا محلي في بلدنا ووسائل التواصل عالمية ونريد أن نثبت وجودنا في هذه المواقع ولا بد لنا من البدء بإصلاح ما فسد من أخلاق مع الإشارة إلى أنه لايمكن أن نفرض أنفسنا على الآخرين إلا من خلال الحوار الفكري وأضاف :هناك شيء مهم تحدث عنه السيد الرئيس وهو الليبرالية الحديثة التي تعمل جاهدة على إفساد الفرد والأخلاق وانتقلت إلينا من خلال الأزمات لإفساد الشباب والدعوة إلى الحرية المطلقة وهذا ليس من عاداتنا وتربيتنا وانطلاقا من عاداتنا وتقاليدنا لابد أن ننتصر في هذه المعركة الحقيقية وأضاف :ما وصلنا إليه هو أمر جيد لكننا نطمح للأفضل دائما وإن مواصلة العمل هو ما يوصل الشباب إلى الفكر الصحيح .
