الملحق الثقافي:هنادة الحصري :
يستقيل الليل من أفلاكه العليا ، اذا تهمي القصيدة
تنثر الطيب رذاذا تحت أقواس القزح ،
تحتويني بالندى القدسي ، تسمو بجناحي
الى ما يشتهي كوخ الدجى الزاهي
أضوي شمعة الوجنات ،
في ظل النعاس الحلو تغويني
هما كفاي تاجا كبرياء ،
تحملان الحب ، كنز العمر ،
من سحر الحكايات البعيدة ……
تختبي في نبضها الوردي رؤيا زمني
أيهذا اللازوردي الموارى في اناءات المساء
تلك أقماري أضاءت دفتر الطين وسع الوعد أخضر
مدهشا ، كالبرق في سكب الأمطار نور
موقظا نهر الأناشيد الجديدة :
كلما غنى لعينيك البهاء
من وريدي تتهادى كلماتي
من تصاوير حنيني تتمرأى و ابتهالات دواتي
جنني موالا من شفة الشرفة
كي لا أقضي لفحا في أفق يشرب نخب الشمس
تتسرب أعشابك – هذي البرية – بين مفاصل أيامي
فأرى وشمك فوق الجيد هلالا كالعناب الدامي
يا غصنا من ليمون عانق جيد صباحاتي
في حضن صنوبرة أخفيك
و في أوشحة الكلمات ،
و بين براعم ضوء العطر ،
و غيم من رائحة اللوز ،
أغطي مد كيانك ،
كي أحميك من الاعصار و غدر الاّتي ………..
دمعي يرقص في عيني
فيمم شطر الأجفان
و قيل بين الأهداب
و حاذر أن يلهيك الهمس
فالنفس الأمارة بال … حاذر غنج النفس
و تسلق أشجار الشعر ، و رنم ايقاعات الجرس …
حبيبي .. بكل لاّلئ كون الخلائق
و اللون ، أو وارفات الظلال
أنا لا أبيعك
“حبيبي “ اذ قلتها هرول النبض
و انفتحت نافذات المسافات
في الشفق القرمزي
و غلت بيادر نيسان
سيل أغان
قناديل جورية
و انتشى ياسمين
و غنى الحمام الحليبي في عشه
و تبختر بين الروابي ربيعك
“حبيبي “ هي الريح تلبس أثوابها الحاليات
الشغوفات حبا
كقمح بلادي الدفوق الوفاة
“حبيبي “ هي الريح ترجع نكهة حزن الشتاء
و رائحة الجمر و الكستناء
و تعجن نسغ القصيدة بالبيلسان
حبيبي … هو اليم فيك
فكن لينا في اشتجار السحاب
و غابات عمري لديك
فلا تترك الطوف يطغى
و تمحى صلاة النهار بطامي العباب
على جانحيك ، رسمت الأغاني
و نخل الطفولة
و الأمنيات و نبض الشباب
حبيبي … لنا خمرة الشمس
منقوعة بالبراعم
خالدة الدفق
نافرة من رماد الفناء ..!!
أغني لحبك .. تصحو نجوم
و يرقص غاب الصنوبر شوقا
و تسهر في قبة الكون أقمار “لوركا”
و تتدهنا “بابل العز “ كي نحتسيها معا
جام دفء
يشنشله كرز هانم
سكر ، سهر ، فرح
يشتهيه القمر
و أبقي أنادي : حبيبي …. حبيبي ليسأم مني الضجر
أتذكر كم كنت تفعم حبا اذا نسجتنا خيوط المطر
التاريخ: الثلاثاء22-12-2020
رقم العدد :1025