الثورة أون لاين:
من ساحة صيدنايا المقدسة أضيئت شموع من المحبة في سماء الوطن، كأقواس قزحية دائمة الالتماع والاشتعال المتوهج، نسجت الكثير من الأقاصيص والحكايات عن عراقة هذا الشعب وعظمة هذا الوطن.
عيد الميلاد هذا العام حمل لنا التجدد الدائم, وألحان الابتهاج الزاهر بألوان الحياة المثلى، ألوان الفرح ولحظاته التي نسجها السوريون رغم كل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
برعاية صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك وبمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وعودة الأمن والأمان للوطن الغالي بهمة جيشنا العربي السوري، أقامت رعية أجيا صوفيا في صيدنايا كرنفالاً ميلادياً بعنوان (نور الشرق)، حيث انطلق الكرنفال من دير التجلي جانب دوار دير القديس توما الأثري, وتضمن أعمالاً ميلادية مهمة ومسيراً بالمشاعل واستعراضاً موسيقياً من فرقة مراسم الرعية في ساحة البلدة الرئيسة.
وقد شارك فيها الأهالي وجميع الفعاليات الرسمية والدينية والشعبية في صيدنايا.
كما تضمن معزوفات وترانيم ميلادية ومجسمات من صنع يدوي لرموز عيد الميلاد من “المغارة والنجمة والشجرة وبابا نويل”.
وأشار كاهن رعية آجيا صوفيا للروم الملكيين الكاثوليك الأب أندراوس اسكندافي في تصريح له إلى أن ليلة عيد ميلاد السيد المسيح هي ميلاد الفرح والسلام, مشيراً إلى أن الفرح الذي لمسناه في هذه الأيام، انتشر بين السوريين بشكل جميل ورائع، أطفال وكبار احتفلوا بميلاد رسول المحبة والسلام, هكذا هي معادن السوريين المتجذرين بأرضهم ووطنهم، القادرين على اجتراح البسمة والتعاضد مع بعضهم بعضاً.
ووجه الأب اسكندافي التهنئة والمعايدة لأبطال الجيش العربي السوري بقدوم الأعياد الذين لولاهم لما استطاعت سورية أن تقيم هذه الاحتفالات متمنياً أن يعود الأمن والسلام والفرح إلى جميع مدن سورية.
بدورها قائدة فرقة المراسم ناديا نايف الشيخ أكدت أن الغاية من هذا الكرنفال هو نشر الأمل في قلوب جميع المتألمين بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها في وطننا والرجاء بغد أفضل وقد قدمنا هذا الكرنفال هدية لأرواح شهداء سورية الأبرار عربون محبة و شكر وعرفان, مشيرة إلى أن تكرار تسمية الكرنفال بنور المشرق مستوحاة من ولادة السيد المسيح التي حدثت في المشرق ودليل على أن النور والسلام ولد بالشرق, مبينة أن الكرنفال تضمن معزوفات موسيقية ميلادية ومجسمات عبارة عن تصاميم هندسية من صنع يدوي تجسد الرموز الأساسية لميلاد السيد المسيح .
عدد من أهالي صيدنايا أعربوا عن فرحهم بأجواء العيد, مشيرين إلى أن هذا الكرنفال هو رسالة إلى العالم كله بأن الحياة تبدأ من سورية, وأن ميلاد رسول المحبة والسلام هو مقدمة لقيام وخلاص سورية من محنتها وأنها ستعود كما كانت وأفضل, لافتين إلى أن الكرنفال الذي جاب شوارع صيدنايا بليلة الميلاد نشر البهجة والفرح بقلوب الأطفال.
عمار النعمة