الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
لم يمر أسبوعان على تسلم “جو بايدن” مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة حتى ظهرت أولى خطوات إدارته العدوانية على سورية بشكل صارخ، حيث شرعت قوات بلاده المحتلة لبعض الأراضي السورية بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها في منطقة اليعربية بريف الحسكة.
وهذه القاعدة تضاف إلى عدد من القواعد غير الشرعية وغير القانونية، التي أنشأتها قوات أميركا الغازية من اليعربية في الشمال إلى التنف على الحدود الأردنية، وهو ما يؤكد استمرار إدارة بايدن على النهج العدواني ذاته التي درجت عليه إدارة ترامب، ويثبت أن تبدل الوجوه في البيت الأبيض لا يعني تغيير السياسات الأميركية الإرهابية بحق سورية والمنطقة.
إن الشروع في إنشاء القاعدة المذكورة من قبل الغزاة الأميركيين لاتخاذها من قبل قواتهم المحتلة منطلقاً لمروحياتها وطائراتها وإرهابييها، ولتعزيز وجودها اللاشرعي في الجزيرة، يؤكد بشكل جازم أن إدارة بايدن ستواصل عدوانها على الشعب السوري وستستمر في حصارها له، وستواصل قواتها المحتلة خرقها القوانين والشرائع الدولية.
وقد حاولت واشنطن بناء أكثر من قاعدة لها على الأراضي السورية بعد أن غزتها، وهو ما يؤكد أكاذيبها التي روجتها غير مرة عن الانسحاب من سورية، وها هي اليوم تقوم بتوسيعها وبناء المزيد منها بدل تفكيكها وترحيل جنودها، تماشياً مع مخططاتها الرامية إلى تحقيق أكثر من هدف بآن معاً، كإطالة أمد الاحتلال وأمد الحرب العدوانية على سورية، وكي تتمكن الولايات المتحدة من رسم خرائط المنطقة على مقاسات مشاريعها الاستعمارية، وتحقيق الأجندات الانفصالية وخدمة المخططات الصهيونية القائمة على خلق كانتونات ضعيفة على أسس عرقية ودينية، كما توفر هذه القواعد إمكانية سرقة النفط والثروات الباطنية السورية والمحاصيل الزراعية.
وهذه القواعد العسكرية هي قواعد غير قانونية، وهي احتلال سيزول حتماً، وإذا كانت إدارة بايدن تظن أن بناء المزيد منها سيحقق لها أجنداتها فهي واهمة، وإذا كانت تظن أن مدها لقواعدها القائمة بالمزيد من السلاح والعتاد سيحقق لها ما تريد فهي واهمة أيضاً، فهذه الخطوات العدوانية هدفها الاستمرار بالحرب الإرهابية ضد السوريين، ولن يسمح بها شعبنا مهما كلفه من تضحيات، وسيأتي اليوم القريب الذي يطوي فيه جيشنا الباسل صفحات تلك القواعد ويحرر أرضه من الاحتلال والإرهاب.