الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير- بشار محمد:
خطوات خجولة وتصريحات مواربة يطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن حول الاتفاق النووي الإيراني بين الحين والآخر فيما تنفذ طهران سياسة واضحة لا لبس فيها لجهة الاستعداد للعودة إلى كامل التزاماتها بالاتفاق النووي في حال امتثال واشنطن للاتفاق ورفع العقوبات الاقتصادية.
بايدن يراوغ لكسب الوقت الذي يحتاجه لدراسة ما أسماه وزير خارجيته أنتوني بلينكن اتفاقاً أقوى وأطول وهو أمر حسمته طهران بأن أولى الخطوات التي على الإدارة الأميركية الجديدة فعلها هي رفع العقوبات والضغوطات الاقتصادية.
الاسترتيجية الأميركية تضع في سلم أولوياتها المواجهة مع الصين فتعمل على تفكيك المشهد وتقليص حجم المشكلات التي خلفتها إدارة ترامب السابقة للاستفراد في مواجهة التمدد الصيني المرعب بالنسبة لأميركا الأمر الذي جعل بايدن يعود مباشرة إلى معاهدة ستارت مع روسيا ويعمل على تخفيف بؤر التوتر معها في العديد من مناطق العالم وأعتقد جازماً أنه ذاهب لإعادة تفعيل الاتفاق النووي مع إيران وتحييد أو تخفيف استعار النار معها وبالتالي التهدئة على كل الجبهات وحشد الإمكانيات الأميركية لمواجهة التنين الذي بدأ بالتحرك بعد سبات.
ساحة الصراع مع بكين بكل أشكاله نراها في إعلان البحرية الأميركية السريع عن القيام بعمليات تدريب وتنسيق عسكرية في بحر الصين الجنوبي بين سفن وطائرات مجموعتين من حاملات الطائرات وما أعقبه من تصريحات قائد مجموعة “كاريير سترايك” بأن التدريب في بحر الصين الجنوبي هو فرصة ثمينة للغاية ورسالة للحلفاء أننا ملتزمون بتعزيز حرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لذلك واشنطن تسير نحو مواجهة أبرز منافسيها على سيادة العالم القادم من أقصى الشرق المتمثل بالصين وتعمل على إقفال كل الملفات الأخرى ولو بشكل جزئي.