مازلنا نتعامل مع مواد الرسم والموسيقا والرياضة في المدارس على أنها مواد ليست ذات أهمية بالنسبة للطالب حتى إن العرف مازال جارياً، وإن الحصص المخصصة لتلك المواد هي للفراغ أو الراحة…
المشكلة في وجهة النظر هذه لا تتحمل مسؤوليتها المنظومة التعليمية فقط إنما نحن أيضا كأولياء أمور طالما أننا نشارك في وجهة النظر هذه وربما نمتعض عندما نسمع عن مدرس مادة من هذه المواد يصر على ممارسة مهمته حتى ولو كره الكارهون.
لا أستطيع أن أتخيل مدرسة لا تمتلك مسرحاً ومكتبةً وباحةً واسعة تحتوي على المعدات الرياضية الخاصة بلعبتي كرة القدم والسلة وبالنظر اليوم للمدارس المنشأة حديثا فهي لا تمتلك هذه المستلزمات الضرورية للعملية التعليمية وهو أمر تبرره وزارة التربية أنه عائد لالتزامها بالأولويات التعليمية ومحدودية الموارد التي مازالت تمنع من تأمين هذه الكماليات التعليمية فتأمين صفوف دراسية أبدى من المسرح والمكتبة…
المشكلة أيضا في أن المدارس المحدثة قديماً والتي تمتلك مثل هذه المستلزمات لا تقوم باستخدامها في الغرض المخصص لها فالمسارح فيها لا تفتح أو تستخدم إلا للمهرجانات الخطابية والاحتفالات واجتماعات أولياء الأمور وفيها أيضا نفس النظرة تجاه حصص الرسم والموسيقا…
أستطيع أن أجزم أن هذه المستلزمات أولوية ولا يجب إهمالها مهما كانت الأسباب أو الظروف فالجيل اليوم يتعرض لضغوط كبيرة جراء الحرب التي تسببت في ضحايا كثيرة وعلى سبيل المثال إحدى المدارس العريقة في دمشق تتعامل مع أكثر من 160 حالة لأطفال فقدو آباءهم وهم ضحايا خلافات أسرية، وهنا نتساءل ما الذي سيساعد هؤلاء الأطفال على تجاوز ماهم فيه من صعوبات إلا بالمسرح والموسيقا والرسم والرياضة…؟.
في حسابات التربية والتعليم للمراحل العمرية الصغيرة ليس المهم فقط تحصيل أعلى العلامات إنما الأولوية أيضاً في إعداد جيل سليم نفسياً واجتماعياً صحياً ناهيك عن انتشار ظاهرة العنف في المدارس مؤخراً لحدود تثير القلق على مستقبل أولادنا ولا أعتقد أن ثمة وسائل أفضل من تفريغ طاقات الطلاب في العلوم الإنسانية وهي الفنون…
على الملأ- بقلم أمين التحرير باسل معلا