لعلّ الحديث اليوم عن عمل الإدارة المحلية يكتسب أهمية استثنائية مع انعقاد المجلس الأعلى للإدارة المحلية بعد غد الأربعاء لاسيما وأن مؤسسات الإدارة المحلية هي الرابط المباشر بين المواطن والدولة، وربما الأكثر أهمية هنا التذكير بما قاله السيد الرئيس بشار الأسد بأن أهم خطوات التطوير تتم عن طريق الإدارة المحلية، وأن القسم الأكبر من المشكلات والمقترحات تمرّ عبر الإدارة المحلية وبحسب القانون الجديد يجب أن يكون لهذه الإدارة دور مباشر فيها لأن المواطن يرى الدولة بشكل يومي من خلال الإدارة المحلية.
من هنا تأتي أهمية التذكير أيضاً بدور المجلس الأعلى للإدارة المحلية في إيجاد آلية للتنسيق والتعاون وتوحيد الجهود وتجميع القوى، لأن آليات التنسيق بين المؤسسات الحكومية ضعيفة.
وبالعودة أيضاً إلى اجتماع سابق للسيد الرئيس مع المجلس الأعلى للإدارة المحلية نستذكر التأكيد في سياق حديثه على أن جزءاً كبيراً من الشعور بالمواطنة الصحيحة مرتبط بأداء مجالس الإدارة المحلية لأنها منتخبة أولاً، ولأن التكافؤ في الفرص مرتبط بها ثانياً.
والأمر الآخر هو أن الطموحات يجب أن تكون مرتبطة بالواقع، والحلول يجب أن تنطلق من خلال أولويات معينة تبدأ من المشكلات الأكثر إلحاحاً والتي يحددها المواطن.
أما السؤال الذي يمكن أن نطرحه اليوم على هامش اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية فهو هل تمّ البدء في الاتجاه التنموي والبحث عن موارد للوحدات الإدارية لأن تأمين الواردات هو المشكلة الأكبر بالنسبة للإدارة المحلية؟ ففي الماضي كانت النظرة لهذه الإدارة دائماً على أنها خدمية وليست تنموية، ولكن لا بدّ من البدء في الاتجاه التنموي والبحث عن موارد ولا يوجد شيء يمنع الإدارة المحلية في أن تكون مرنة وحرة في اتخاذ القرارات الاقتصادية على طريقة القطاع الخاص بما يؤدي لخلق موارد وفرص عمل للمواطنين في نفس الوقت.
ويبقى أخيراً التذكير أيضاً بضرورة تعزيز الروابط بين الدولة والمجتمع من خلال توسيع مشاركة المواطنين سواء بشكل مباشر أم عن طريق المنظمات أو المبادرات الأهلية، ووضع حلول عملية للمشكلات ووضع الخطط بالتشاور مع القواعد الشعبية و الاطلاع على المشكلات والقضايا التي تهمّ المواطنين بشكل ميداني، والتقاط المبادرات لأن ذلك كله كما أكد السيد الرئيس يسهم في ردم الفجوة بين الدولة والمجتمع، فهل ثمة برامج عمل واضحة ومحددة بمواعيد زمنية و رؤى مشتركة في كلّ المؤسسات والوحدات الإدارية للإدارة المحلية.
الكنز – يونس خلف